أثارت تصريحات منسوبة إلى مسؤول في حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة جون ماكين غضب الطبقة السياسية الأردنية، في حين ما زالت الجهات الرسمية تلزم الصمت حيال الموضوع. فقد نقل موقع فيلكا الإسرائيلي عن روبرت كاغان المستشار السياسي لحملة ماكين قوله إن المرشح الجمهوري يتبنى الخيار الذي يعتبر أن الأردن هو "الوطن الطبيعي" للفلسطينيين و"الحل الأمثل" لقضية اللاجئين. ونسب الموقع نفسه إلى كاغان تصريحه أمام الآلاف من الطلاب والأكاديميين في جامعة نيويورك أن الأردن يضم غالبية فلسطينية، وأنه "من الطبيعي أن تحكم الأغلبية في بلدها". ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأردني محمد أبو هديب حكومة بلاده إلى استدعاء السفير الأمريكي في عمان وطلب توضيحات حول التصريحات "الصادرة من مرشح تتبناه الإدارة الحالية برئاسة جورج بوش". وانتقد أبو هديب في تصريح له الصمت الرسمي الأردني، وقال إن اللجنة استدعت وزير الخارجية صلاح البشير وستطلب منه الرد فورا على هذه التصريحات. وفي الوقت الذي تلزم فيه السلطات الرسمية الأردنية الصمت، قال مصدر برلماني رفيع إن الحكومة "مصدومة من هذه التصريحات لكنها تعتقد أنها للاستهلاك الداخلي ولخدمة الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي". أما المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد فرأى أن التصريحات الأمريكية "لا تحمل أي جديد"، وأنها "تكرس المواقف الأمريكية الداعمة للمشروع الصهيوني على حساب المنطقة". وقال همام سعيد إن "كل من يتوقع غير هذا الموقف الأمريكي مصاب بغباء سياسي"، مؤكدا أن "الإخوان المسلمين سيكونون في طليعة المدافعين عن الأردن ووجوده واستقلاله في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني". ومن جهته يرى المحلل السياسي ناهض حتر أن تصريحات حملة ماكين "تؤكد أن مطبخ القرار السياسي للمحافظين الجدد يخفي مشروعا مقبلا ينهي من خلاله القضية الفلسطينية على حساب الأردن". واعتبر أن السياسة الأردنية "مصابة بحالة ذهول ورعب" من أن تكون تصريحات حملة ماكين مقدمة لسياسة أمريكية تريد "إلحاق الأردن بالضفة الغربية وتكوين وطن فلسطيني تابع لإسرائيل". وأضاف أنه "رغم التحدي الذي يهدد وجود الأردن، فإن سياسته الخارجية تعيش مفارقة كبرى لأنها تتحالف مع الدولة الأكثر عداء للكيان الأردني وهي الولاياتالمتحدة، وتقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل". ودعا حتر الحكومة الأردنية إلى إلغاء تحالفها مع ما سماه طبقة المفاوضين الفلسطينيين، التي قال إنها "تبحث عن مكان تقيم فيه دولة حتى لو كان هذا المكان الأردن"، منتقدا في الوقت نفسه استبعاد عمان "فصائل المقاومة التي تقف في وجه المشروع الذي يهدد الأردن وفلسطين". وبينما دعا مراقب الإخوان صناع القرار في الأردن إلى مراجعة خياراتهم والتحالف مع قوى الممانعة في الأمة، ذهب أبو هديب للمطالبة بتغيير الخطاب السياسي الأردني والمطالبة بتحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر.