دعا حقوقيون مشاركون في ندوة منظمة "أمنيستي أنترناسيونال" الجزائر عشية الإحتفال باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، إلى مواصلة النضال لإلغاء الإعدام من القوانين الجزائرية، مؤكدين أن ما يعترض مسعاهم سياسي أكثر منه ديني، فيما دعا المحامي ميلود ابراهيمي رئيس الجمهورية لإصدار قرار بعفو شامل على المحكوم عليهم بالإعدام المتواجدين في السجون الجزائرية. خرج الأستاذ ميلود إبراهيمي، الإثنين، عن المطالبة التقليدية بإلغاء حكم الإعدام، داعيا الرئيس إلى عفو شامل على المحكوم عليهم بالإعدام والمتواجدين في السجون والبالغ عددهم 500شخص، معتبرا بأن المشكلة تحتاج إلى حل سياسي وقانوني. وتساءل براهيمي في رده على المطالبين بتطبيق عقوبة الإعدام والذين خرجوا للشارع للمطالبة بالقصاص في حق قتلة الأطفال: "لماذا لم يخرج هؤلاء ولم يتكلم الإسلاميون عمن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في العشرية السوداء"، وتابع "ولا واحد من المتشددين قام بمظاهرة وتكلم عن القصاص ممن قتل الأبرياء واغتصب النساء وشرد البراءة في التسعينات"، وأردف "والآن يتكلمون عن الدين لماذا الكيل بمكيالين؟" وقالت رئيسة منظمة العفو الدولية بالجزائر حسينة أوصديق بأن حوالي 500 شخص حكم عليهم بالإعدام في الجزائر حتى 2017، واعتبرت أن الحكومة التي صادقت على تجميد حكم الإعدام، ولم تلغه، "تضيع فرصة ثمينة" لإلغاء عقوبة تعتبر أقسى جرم ضد الإنسانية، واعتبرت أن حجتها أن الرأي العام غير مستعد لذلك يطغى عليها الجانب الديني، داعية الدولة وفعاليات المجتمع المدني ومناضلي حقوق الإنسان لمواصلة الحملة ضد عقوبة الإعدام. وحاول المتدخلون أن يفسروا الجانب الديني الخاص بعقوبة الإعدام كل على هواه، حيث اعتبر النائب العام السابق بن هني عبد القادر أنه كان يتوجب أن تلغى عقوبة الإعدام منذ تعديل قانون الإجراءات الجزائية سنة 2009، مستعرضا حالة المحكوم عليهم بالإعدام والتي حضر عدد منها بسجن تازولت بباتنة، ليقول " لا يوجد شيء همجي ضد الإنسانية مثل عقوبة الإعدام" وتابع كلامه "الدولة كانت شجاعة في تجميد العقوبة، لكنها لا تملك الإرادة لإلغائها من قوانينها" وزعم المتحدث بأن الإسلاميين الذين يطالبون بالإعدام لم يقرأوا القران بشكل جيد، ليعدد بعض الآيات التي تقول في فحواها بأن الدين حياة وليس موتا، كما أن الدين مع العفو والرحمة أكثر من القتل والقصاص. من جهته، مختار بن سعيد رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان زعم بأن هناك ما أسماه "تناقض" بين الآيات القرانية نفسها والتي تقول "في القصاص حياة"، معتبرا بأن هناك تأويلات وترجمة خاطئة للنص القرآني، دفعت بالبعض إلى التشبث بعقوبة الإعدام استنادا إلى الفهم الخاطئ!