قفزت الجزائر إلى معدلات نجاح دولية في مجال عمليات التلقيح الاصطناعي وطب الإنجاب تضاهي المعدلات الأوروبية بعد أن بلغت نسبة النجاح خلال العام الجاري 36 بالمائة. وحسب ما كشف عنه البروفيسور مقران مشطوح، رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمّود "بارني سابقا" ورئيس الجمعية الجزائرية لطب النساء والتوليد، في لقاء مع "الشروق" فإن المصلحة العمومية الوحيدة للمساعدة على الإنجاب طبيا والتي يشرف عليها حققت معدلات نجاح في العمليات التي تجريها وقفزت من 24 بالمائة العام الفارط إلى 36 بالمائة خلال العام الجاري، وهي نسبة معتبرة تعادل ما تسجله العديد من الدول الأوروبية. النسب، حسب البروفيسور مشطوح، انتقلت على مرّ السنوات الماضية من 16 بالمائة إلى 19 بالمائة ومنها إلى 24 بالمائة لتصل العام الحالي إلى 36 بالمائة، مرجعا الفضل في ذلك إلى التكوين المتواصل للأطباء الذين استفادوا من دورات تكوينية في العديد من الدول الأوروبية والعربية والتي قطعت أشواطا متقدمة في هذا التخصص. ويتوقع المختص أن تصل مصلحته مع نهاية عام 2017 إلى برمجة 500 زوج، حيث تناهز حاليا 450 زوج وهو ما يعني على وجه العموم إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب 180 زوج حرموا نعمة الأولاد وكادوا يفقدون الأمل في الإنجاب. وتعد تكاليف العمليات الخاصة بالتلقيح الاصطناعي في القطاع الخاص مكلفة جدا بالنسبة لغالبية الجزائريين، غير أنها غير مضمونة ونسبة كبيرة منها يكون مآلها الفشل، وهو ما دفع مئات الأزواج إلى التسجيل في قوائم الانتظار علّهم يفتكون فرصة في المساعدة على الإنجاب. وتتوفر الجزائر على 15 مركزا للمساعدة على الإنجاب الاصطناعي، واحد منها فقط في القطاع العمومي بمستشفى نفيسة حمود (بارني). وحسب كثير من المختصين فإن المشكل الذي تواجهه الجزائر في هذا الشأن يتعلّق بانعدام مراكز لتعليم هذه التقنيات، حيث يسعى هؤلاء لتحسيس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإدراج هذا التخصص في الجامعات. ويسجّل مشكل الخصوبة لدى 10 بالمائة من الأزواج، ويؤكد المختصون أنّه كلما كانت الزوجة صغيرة في السن كلّما ارتفعت حظوظ النجاح. وأشار محدثنا إلى بروز مشكل تراجع الخصوبة لدى الرجال، ففي السابق كان رجل من بين 10 رجال يعاني المشكل، أمّا الآن فارتفع إلى 7 رجال من أصل 10 يعانون المشكل.