كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا حين اصطفت 15 حافلة من الحجم الكبير أمام الإقامة الجامعية أين يقيم مناصرو الخضر الذين ركبوا الحافلات متجهين صوب ملعب كيب تاون وكلهم حماس وأمل في أن يحقق أشبال المدرب رابح سعدان نتيجة تجعلهم يقيمون الأفراح طيلة الليل ولغاية الساعات الأولى من الصباح، وانطلق الموكب وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية، حيث حضر العشرات من رجال الأمن وقادوا الأنصار الجزائريين مباشرة صوب وسط مدينة كيب تاون في رحلة استغرقت ساعة كاملة لم يتوقف فيها المشجعون الجزائريون عن ترديد أغاني الفريق الوطني مثل "وان تو ثري فيفا لالجيري" والتي أعجبت كثيرا مناصري حتى المنتخبات الأخرى ورددوها بكل حماس. * المنظمون تحدثوا إلى الأنصار وطالبوهم بالهدوء وعدم الدخول في أي مشادات لفظية مع الهوليغنز المعروفين بتعصبهم مما قد يعكر صفو الأجواء التي سادت منذ أن أعلنت جوهرة جنوب إفريقيا مسرحا لموقعة ينتظرها الجميع بشغف كبير، وفي حدود الساعة الحادية عشر وصلت أمواج مناصري الخضر إلى ساحة المرفأ أين يتجمع الجميع بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم لمتابعة المونديال، وارتفعت أصوات الهوليغاينز الانجليز لاستفزاز المشجعين الجزائريين الذين ردوا عليهم بحماس أعطى صورة بأن المدرجات ستكون ساخنة أكثر من داخل المستطيل الأخضر. * الجزائريون وبالرغم من قلتهم مقارنة بالانجليز الذين يشكلون غالبية كبيرة في جنوب افريقيا إلا أنهم تمكنوا من فرض منطقهم بكل شوارع هذه المدينة الساحلية، وهذا باعتراف الانجليز أنفسهم الذين استغربوا من حماس المناصرين وقضائهم ساعات طويلة في ترديد عبارات التشجيع ومع اقتراب موعد المباراة شدّ العديد من مشجعي الفريق الوطني الرحال صوب ملعب "غرين بوينت« من أجل الدخول إلى المدرجات وانتظار ساعة الحسم في بقاء أو مغادرة الخضر دائرة المنافسة للمرور للدور الثاني. * * أنصار الخضر بدأوا التحضيرات منذ الساعات الأولى للصباح * لم ينم أنصار المنتخب الوطني كثيرا خلال الليلة التي سبقت مباراة الخضر أمام انجلترا، حيث استيقظ الجميع مبكرا من أجل التحضير للمواجهة، مما أضفى حماسا كبيرا على الإقامة الجامعية لكيب توان، حيث قام المشجعون بارتداء ملابس خاصة بالحدث تحمل الألوان الوطنية وحضروا الطبول وأبواق الفوفوزيلا المعروفة كثيرا لدى شعب الزولو بجنوب إفريقيا، بالإضافة بعض الآلات الموسيقية الأخرى التي أحضرها عشاق المنتخب الوطني خصيصا لإلهاب المدرجات وإعطاء دفعة معنوية كبيرة لرفقاء زياني، كما لم يتوقف حوالي 2000 مناصر اكتظت بهم إقامة كاب تاون عن ترديد أغاني الخضر، مما أوحى للجميع بأن حماس الجماهير الجزائرية سيجعل من مباراة الخضر وانجلترا قمة في التشويق والإثارة. * * بُعد مكان الإقامة عن كاب تاون لم يثن عزيمة المناصرين * بالرغم من حالة الاستياء التي سادت الجماهير الجزائرية بسبب بعد المسافة الفاصلة بين مكان الإقامة الجامعية ومدينة كيب تاون والتي تتجاوز 55 كلم إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام الأنصار الذين توافدوا بقوة على هذه المدينة الساحلية الساحرة مستعملين شتى وسائل النقل المتوفرة كالنقل الجماعي، وهي إحدى الحلول التي اهتدى إليها المشجعون وأصبحت سيارات النقل هذه تجارة مربحة لأصحابها الذين أبدوا ارتياحهم الشديد من انعكاسات الحركة السياحية على مدخولهم العام، فيما فضل البعض الأخر من المشجعين ركوب القطار لأنه أقل تكلفة من سيارات الأجرة، لكنه يستغرق وقتا أطول وقد تم إنشاء هذا الخط خصيصا للراغبين في التنقل بين الاقامات الجامعية ووسط كيب تاون. * * إجراءات أمنية مشددّة لتفادي الاحتكاك بين الهوليغانز والجماهير الجزائرية * أقدمت السلطات المحلية لكاب تاون يوم أمس على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة قبل انطلاق المباراة بساعات، حيث رفعت من درجة استعداداتها وعززت تواجد الشرطة في كل مكان وفي الطريق المؤدي نحو الملعب تحسبا لأي طارئ وتفاديا لاحتكاكات محتملة بين المشجعين الجزائريين والهوليغانز بالرغم من أن رجال الشرطة في كيب تاون لم يسجلوا أية أعمال عنف بين الطرفين بل على العكس تماما فقد صنع الأنصار من الطرفين صورا رائعة في الروح الرياضية كسرت كل التوقعات التي أشارت إلى احتمال نشوب أعمال شغب بين الجمهورين المتحمسين لمنتخبي بلادهما، ورغم الهدوء الذي سبق المباراة بيد أن رجال الأمن اتخذوا كل التدابير لتفادي أي انزلاق أمني قد يعكر صفو كأس العالم التي تسير لحد الآن في ظروف ممتازة بشهادة جميع الموجودين في بلاد نيلسون مانديلا. * * الأنصار الجزائريون أكدوا أنهم اقتحموا الملعب 3 ساعات قبل بداية المواجهة * أكد العديد من الأنصار الذين التقت بهم الشروق بأنهم عازمون على اقتحام الملعب ب 3 ساعات قبل بداية المواجهة من أجل وضع أكبر عدد من الرايات الوطنية واللافتات التشجيعية في مدرجات الملعب، لتكون حافزا لأشبال المدرب رابح سعدان ولتبعث الرغبة في أنفسهم من جديد وليعرفوا أيضا أن من ورائهم جمهورا من ذهب ينتظر منهم الكثير، خاصة أمام المنتخب الانجليزي، كما لم ينس المشجعون إعداد لافتات مساندة لفلسطين، وعلى وجه الخصوص سكان غزة المحاصرين، وذلك بغية نقل الصورة الحقيقية عن المعاناة الفلسطينية لكل العالم من خلال كرة القدم مثلما صرح به العديد من الأنصار وقالوا لنا بأن فلسطين ستبقى في القلب وتأهل الجزائر للمونديال هو هدية لكل الشعب الفلسطيني. * * فوفوزيلا تسبب الآلام في الحلق * تعرضت امراة بريطانية الى اصابة على مستوى الحلق في مسابقة بالقرب من ملعب كيب تاون ساعات قبل المباراة. وكشفت تقارير في كيب تاون ان السيدة كانت تحاول تقليد الجنوب افريقيين، لكنها تعرضت الى آلام في الحلق سببت لها عجزا عن الحديث ليومين كاملين. * * تذاكر للبيع قبل المباراة * قضى حوالي اكثر من 150مشجع من الانجليز، ومنهم جزائريون، ليلة كاملا وهم مصطفون امام احد مكاتب الفيفا بكيب تاون، أملا في الحصول على تذكرة تسمح لهم بدخول المباراة. * وبقي هذا الجمع الى غاية ظهيرة الجمعة من أجل الحصول على10 تذاكر لم تطرح للبيع، وقال احد المناصرين انه قضى اربعة ايام ليلا ونهارا من أجل الحصول على التذكرة قبل أن يتمكن من تحقيق الحلم. * * الإنجليز يرفعون أسعار الفنادق * تسبب التواجد المكثف للجماهير الانجليزية في رفع أسعار الفنادق بشكل رهيب بنسبة 100 بالمائة، حيث توافد امس حوالي 25 الف مناصر انجليزي على مدينة كيب تاون. وقال احد عمال الفنادق القريبة من الملعب انه قرر مضاعفة سعر المبيت وذلك نظرا لكثرة الطلب. ورفع فندق "شيك ان" القريب من الملعب سعر الغرفة الواحدة الى ازيد من 80 اورو للفرد الواحد، بعدما كانت تقارب 30 اورو لليلة اياما قبل المباراة. * * الانجليز ناصروا صربيا على حساب المانيا * بسبب الانتقادات المتبادلة بين اعضاء ومسؤولي المنتخبين، اقدم المناصرون والإعلاميون الانجليز على مناصرة المنتخب الصربي على حساب المنتخب الالماني. * وتجاوب الاعلاميون الانجليز كثيرا مع الهدف الذي سجله الصرب وتضييع بودولسكي لضربة الجزاء من الجانب الالماني.