يضع المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل، تحت مجهره، الكوارث الجيولوجية المسجلة مؤخرا في الجزائر من فيضانات وزلازل، وإمكانية تسجيل أي إعصار بالمنطقة في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها، حيث يقوم المركز لأول مرة باستشراف وقراءة مستقبل الظواهر الطبيعية والكوارث التي قد يتم تسجيلها مستقبلا، خاصة بعدما تم تصنيف الجزائر كمنطقة زلزالية بعد زلزال بومرداس العنيف سنة 2003. باشر المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية رسميا، نشاطه بالجزائر وهذا إثر توقيع "اتفاقية المقر" بين وزارة الخارجية ومدير المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، الذي يرأسه الخبير الدولي الجزائري اعمر بلحاج عيسى، هذا الاتفاق سيسمح للمركز بمباشرة مهامه رسميا. ويأتي استحداث هذا المركز في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات مناخية خطيرة على غرار الزلازل التي مست المنطقة العربية كزلزال سنة 2003 الذي ضرب منطقة بومرداس الذي خلّف 1300 قتيل وسبب خسائر مالية بلغت 3 مليارات دولار، وكذلك الفيضانات التي مست ولاية غرداية سنة 2008 التي خلفت خسائر مادية وبشرية، دون إهمال الاهتمام ببقية الكوارث الطبيعية الأخرى من انزلاق التربة، وبقية الكوارث الطبيعية الناجمة عن هذا التغير، التي من شأنها أن تؤثر على طبيعة المنطقة. وحسب الاتفاق الموقع، فإن من مهام هذه المنظمة الدولية العربية الإسهام في تفعيل البحوث العملية المطبقة في مجال الوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الدول العربية في هذا المجال، لا سيما أن معظمها يقع في منطقة واحدة تتشابه فيها التحولات المناخية . ويضع هذا المركز الدولي بين أيدي الدول الأعضاء بنكا للمعلومات يسهم في تفعليه مختصون في هذا المجال، مما يسهم في توحيد المعطيات التقنية الخاصة بالزلازل بين الدول العربية، بالإضافة إلى وضع برنامج تدريب متخصص للكوادر العربية وتطبيقها، إلى التعاون العلمي والتقني بين مختلف الدول العربية والعالمية والمنظمات، بالإضافة إلى التنسيق والربط والتعاون بين المراكز الوطنية والإقليمية المعنية في الدول الأعضاء وتنظيم لقاءات علمية. ويهدف المركز إلى جانب التحسيس بأخطار الزلازل والكوارث الطبيعية، إلى تشخيص وتحديد مواقع ونطاقات الزلازل، وتحديد الأماكن المعرضة للسيول والفيضانات والانزلاق الأرضية في المناطق السكنية، مقترحا في نفس الوقت جملة من الحلول التقنية التي تبنى على أساس معطيات عملية وعلمية للحد من أخطار الزلازل والوقاية من الكوارث الطبيعية، فضلا عن الإسهام في تعزيز قدرات الدول العربية في مجال الكوارث الطبيعية والتخفيف من آثارها، عن طريق وضع خرائط للزلازل والكوارث الطبيعية. يذكر أنه تم إنشاء هذا المركز العربي بموجب قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية بتاريخ 20 سبتمبر 2014، يرأسه الخبير الدولي اعمر بلحاج عيسى، الإطار السابق بوزارة السكن والعمران، حيث تم انتخابه بصفة مديرا عاما.