رفض الدكتور والكاتب أحمد حمدي التسليم بفكرة أن الرواية تصدرت المشهد الإبداعي في الجزائر على حساب الشعر ودافع عن الشعراء، محملا المسؤولية كاملة لغياب سياسة واضحة تحفز على الإبداع من خلال فضاءات ثابتة ولقاءات دورية للإلقاء "علينا أن نفرق بين الجانب التجاري والإبداعي فالشعر بالأساس إبداع والإلقاء هو نصفه، وعليه فلا يمكن أن نقيس جمهوره بنسبة مبيعات ديوان أو آخر وإنما عندما تكتظ القاعات بجمهور ذواق للشعر يتفاعل مع القصيدة الملقاة." واستغرب توقف النشاطات الشعرية في الفترة الأخيرة لأنها - حسبه- الفضاء الطبيعي والصحي لإلقاء القصائد وليست الدواوين المطبوعة" ازدهار الشعر ليس بطبع الدواوين وإنما بإلقائه في القاعات أمام جمهور، يجب توفير الفضاءات للشعراء من مختلف الأجيال فالغريب أننا مباشرة بعد الاستقلال نجحنا في الحفاظ على لقاءات منتظمة يلقي فيها الشعراء قصائدهم " وأشار عميد كلية الإعلام والاتصال أحمد حمدي على هامش توقيعه لثلاثة إصدارات جديدة بجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "ايناق" وهي الأعمال الشعرية الكاملة منذ سنة 1965 إلى غاية 2014 ،إلى أن التوفيق بين العمل الإداري والجانب الإبداعي مهمة صعبة جدا ولكنه – شخصيا - عمل جاهدا على التوفيق بين المهمتين، خاصة وان الشعر يسكنه ويفرض نفسه على كل الظروف دون برمجة أو تخطيط.