نظم المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال63 لاستشهاد البطل الرمز باجي مختار (18 نوفمبر1954) أطرها المجاهد محمد كشود وافتتحت بعرض شريط وثائقي حول مسار الشهيد من انجاز مصلحة إنتاج البرامج والنشاط السمعي البصري بالمتحف الوطني للمجاهد. وتطرق المجاهد إلى المسار النضالي والجهادي للشهيد البطل الرمز، خاصة ما تعلق بالتحاقه بالكشافة الإسلامية أين تعلم مبادئ النضال المنظم وترعرع على حب الوطن. في 1940أنشأ باجي مختار برفقة مجموعة من الوطنيين أولى خلايا الشباب التابعة لحزب الشعب الجزائري في مدينة سوق أهراس، تمكن باجي مختار من التنصل من أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الفرنسي بفضل تعمده إنقاص وزنه بشكل حادّ عن طريق الصوم؛ الشيء الذي دفع بالسلطات العسكرية الفرنسية إلى إعفائه من الخدمة عام 1944، واصل باجي مختار نشاطه السياسي ضمن صفوف حركة أحباب البيان والحرية، ثمّ انضمّ إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد تأسيسها عام 1946 بعدها عينّ مسؤولا عن خلية المنظمة الخاصة بسوق أهراس في 1947 حتى إلقاء القبض عليه في 1 أبريل 1950، في إطار حملة أجهزة القمع الاستعماري ضدّ عناصر المنظمة بعد اكتشافها. تعرض باجي مختار خلال استنطاقه لشتى وسائل التعذيب وحكمت عليه محكمة قالمة ب3 سنوات سجنا في معتقل الشلف ثم البليدة، أين التقى بزعماء المنظمة الخاصة .المعتقلين معه: أحمد بن بلة وأحمد محساس. ساهم باجي مختار في نشأة اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 كما شارك في اجتماع ال22 في الجزائر في جوان 1954 خلال مرحلة التحضير للثورة، أشرف باجي مختار كقائد لقطاع سوق أهراس على تدريب المناضلين وتوفير المخابئ والمؤونة والسلاح والذخيرة. قاد باجي مختار العماليات المسلحة الأولى ضدّ المصالح الاستعمارية في ليلة 1 نوفمبر 1954 وبعدها، خصوصا الهجوم على منجم الناضور وكذا على قطار . استشهد باجي مختار في اشتباكات طويلة بعد أن حاصرته قوات الاحتلال في منطقة مجاز الصفاء بقالمة في 18نوفمبر1954. كما حضر هذه الندوة جمهور من مختلف أطياف المجتمع؛ من مجاهدين، أكاديميين، إعلاميين وطلبة وشخصيات ثورية من الولاية الثانية التاريخية أثروا هذه الجلسة التاريخية بمداخلاتهم وتعقيباتهم التي تواصلت إلى غاية انقضاء عمر الندوة المحدد بساعتين، كما تم توزيع نداء متعلق بالمساهمة في إثراء الذاكرة الوطنية حيث لمسنا تفاعل الحاضرين واهتمامهم البالغ بموضوع الندوة وتثمينهم لمثل هذه التظاهرات والمبادرات الهادفة إلى ترسيخ الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على مآثر الثورة التحريرية، وغرس الروح الوطنية في الجيل الصاعد.