نظم المتحف الوطني للمجاهد، أول أمس، ندوة تاريخية حول مسار المناضل باجي مختار، حيث قدم رفقاء دربه شهادات حية رفقة أساتذة جامعيين عن أحداث اندلاع الثورة التي جمعتهم به، مشيدين بخصاله وحماسه تجاه وطنه. ألقى رفقاء درب باجي شهادات حية بثت في قلوب الحاضرين الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، وعلى رأسهم المجاهد الطاهر الزبيري والمجاهدة الأديبة زهور ونيسي، الذين أحيوا ذكريات أليمة عايشوها من ويلات الاستعمار الغاشم، وكذا ذكرى استشهاد رفيق الثورة باجي مختار، وكذا كيفية الاتصال والتنظيم وروح الوطنية والمسؤولية التي جمعتهم ووحدت صفوفهم، رغم نقص الوسائل والعوائق التي واجهتهم، رغم ذلك لم تنل من عزيمتهم في تفجير الثورة وبلوغ مبتغاهم. وأبرز المتدخلون اعتزازهم بالبطولات التي قام بها شباب في مقتبل العمر كباجي مختار وغيره من الشهداء الأبرار، مضيفين في ذات السياق أن باجي مختار لم يعش أحداث الثورة بأكملها إلا أنه كان من روادها، واصفين إياه بالطموح والمندفع في سبيل الوطن. من جهته، وصف الدكتور محي الدين عميمور البطل في بضع كلمات مبرزا الروح الثورية لديه ومساهمته في التحضير والتنظيم لاندلاع ثورة أول نوفمبر. وبدوره ألقى الوزير السابق محمد كشود محاضرة قدم فيها السيرة الذاتية للبطل الرمز، حيث قال أن باجي ومنذ نعومة أظافرة أتقن اللغتين الفرنسية والعربية كما انضم إلى الكشافة الإسلامية، حيث تعلم الانضباط والتنظيم، مضيفا بأن الشهيد التحق بصفوف حزب الشعب وبذلك فتح بابا من أبواب النضال السياسي، كما شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 وتم ترشيحه للانتخابات البلدية من قبل حركة انتصار الحريات الديمقراطية الذي كان فاعلا فيها، ودخل السجن وبعد خروجه انظم إلى مجموعة الخمسة، بالإضافة لمشاركته في مجموعة 22 المفجرة للثورة، داعين جميع المشككين في تاريخ الثورة المجيدة والمحاولين للتشكيك في مصداقية تواريخها لا يمت للوطنية بصلة، لأن تاريخ الجزائر لا غبار عليه. وأفاد المتحدث في تدخله أن الشهيد البطل يعد أحد أعمدة المفجرين للثورة مستذكرا كفاحه ونضاله السياسي والعسكري. وفي ذات السياق، وقف الأستاذ الجامعي فركوس صالح من مسيلة وقفة إجلال لكل القادة والزعماء المفجرين للثورة المبجلة، الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل اندلاعها ولكي ينعم جيل اليوم في الرغد والسلم والسلام، وعلى رأسهم الشهيد الرمز باجي مختار، الذي ترعرع في أسرة ميسورة الحال ومثقفة، إلا أنه ضحى بكل ما يملك وقرر الانضمام لصفوف الجهاد منسحبا عن حياة الرفاهية التي كان يعيشها في سبيل تحرير الوطن.