أثنى تقريران دوليان، أمريكي وبريطاني، على السياسة الجزائرية في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، بالتأكيد على أنها تواجه هذه الظاهرة المقلقة "بإمكاناتها الخاصة"، ويقلل التقريران الحديثان مما أوردته وكالة الأنباء الاسبانية "إي في" في تقرير تطرق إلى الهجرة غير الشرعية تحت عنوان "مدريد تنتقد زحف الهجرة غير الشرعية من الجزائر". يذكر تقرير صادر عن المركز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والدولية، نهاية سبتمبر الماضي، تحت عنوان "المغرب كمصدر للهجرة"، أن الجزائر قد تحولت إلى وجهة للمهاجرين ليس فقط من جنوب الصحراء، الذين يفرون من الأزمات والحروب والحيف الاجتماعي، بل للمواطنين الأوروبيين كالإسبان والايطاليين والفرنسيين. ويؤكد التقرير الذي أعده مركز "التفكير الأمريكي"، أن سبب الهجرة غير المسبوقة لمواطنين من أوروبا إلى الجزائر تحديدا، راجع بالأساس إلى "تفاقم الأزمة الاقتصادية بالقارة العجوز، جعل من الجزائر بفضل الاستقرار، لا سيما في الناحية الأمنية، والديناميكية الاقتصادية التي تشهها في السنوات الأخيرة". ويناقض تقرير المركز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والدولية، التحذيرات التي تطلقها الحكومة الفدرالية في واشنطن بشأن الوضع الأمني في الجزائر، والتحذيرات التي تطلقها في أكثر من مرة لرعاياها بتجنب زيارة عدد من المناطق في التراب الوطني. وأشار التقرير، إلى المعضلة التي تشكلها الهجرة غير الشرعية خاصة لرعايا دول جنوب الصحراء على الجزائر، وقال "الجزائر وبحكم موقعها الجغرافي، أصبحت أكثر الدول المغاربية عرضة لهذه الظاهرة، والتي تواجهها بإمكاناتها الخاصة". فيما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الجزائر هو "البلد الذي يحارب الهجرة غير القانونية في شمال أفريقيا على أفضل وجه، وذلك بفضل مجموعة من التدابير بما في ذلك القوانين القسرية، ويشير التقرير إلى أن "قانونا صدر في الجزائر في عام 2009 يعاقب بالسجن لمدة ستة أشهر على أي محاولة لمغادرة البلد بصورة غير مشروعة. كما يعاقب الجناة بالسجن لمدة 20 عاما". وأكدت "بي بي سي"، أن وسائل الإعلام البريطانية التي تعتقد أن هذا التشريع "يعكس تصميم السلطات الجزائرية على مواجهة هذه المشكلة بمثابرة، من خلال إشراك كل الوسائل المتاحة"، ويلاحظ أيضا أن "هذا القانون لم ينبع تماما من هذا المشكلة". ونقلت مصادر ل "الشروق"، أن التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الاسبانية قبل يومين تحت عنوان "مدريد تنتقد زحف الهجرة غير الشرعية من الجزائر"، والذي تحدث عن قلق وانشغال اسباني بسبب الوصول "المكثف والمقلق" مؤخرا لمجموعة من المهاجرين غير الشرعيين على متن قوارب بحرية لشواطئها خاصة بمنطقة مورسيا انطلاقا من الجزائر، يحمل "الكثير من التحامل ومجانب للصواب". وتشير معطيات "الشروق"، إلى وجود "لمسة" مغربية، في تقرير وكالة الأنباء الاسبانية، الذي تحدث عن لقاء سيجمع وزير الداخلية الإسباني خوان إيغناسيو زويدو خلال الأسبوع الجاري مع سفيرة الجزائر المعتمدة بمدريد ليطلب "من بلادها تعزيز وتقوية المراقبة على سواحلها التي انطلقت منها مؤخرا العديد من القوارب البحرية التي تقل المئات من المهاجرين غير الشرعيين باتجاه إسبانيا".