كشفت متابعة إحصائية مقربة لنشاطات المصالح الأمنية في مختلف الولايت خلال الفترة الأخيرة أنه لم تُسَجّل أية جرائم من النوع الثقيل خلال أيام المونديال الحالي وحتى الجنح الخفيفة انخفضت بشكل محسوس منذ أول مقابلة للفريق الوطني أمام سلوفينيا إلى غاية مباراة الولاياتالمتحدة أول أمس وهذا خلافا للتوقعات التي كانت قد حُسِبت من قبل. وكان التواجد القوي لمصالح الأمن أثناء وعقب كل مباراة لافتا للأنظار خاصة بعد نهاية مباراة الولاياتالمتحدة ومر المونديال بردا وسلاما سواء بعد هزيمتي لوفينيا وامريكا أو بعد فرحة مباراة أنجلترا وحتى الحوادث المؤلمة لم تكن غطلاقا باستثناء الأزمات القلبية التي تعرض لها بعض الاشخاص. وحسب مصادر متطابقة فقد برمجت مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني بمختلف المناطق مخططات خاصة بالتغطية الأمنية خلال أيام المونديال خصوصا أثناء المقابلات التي يجريها الفريق الوطني حيث تم تكثيف الحواجز الأمنية والدوريات الإستطلاعية تحسبا لإمكانية إقدام مجموعات الأشرار على استغلال الفرصة لارتكاب جرائمها خصوصا في مجال الإعتداء على الأشخاص والممتلكات نظرا لتوفر الظروف الملائمة من انشغال الجميع بمتابعة المقابلات وترك الممتلكات بلا حراسة علاوة على تهور البعض بالمناسبة والتورط في قضايا المشاجرة والإعتداء بالسلاح الأبيض وكذا السكر العلني السافر. وهي القضايا التي لم يتعد عددها سقف السبعة في ولاية ميلة مثلا والعشرة في ولاية كبرى بحجم قسنطينة منذ بداية المونديال في حين كانت ذات المصالح قد سجلت ارتفاعا مفاجئا في تلك القضايا خلال المقابلات التصفوية السابقة للمونديال خاصة ليلتي مقابلتي المنتخب الوطني بنظيره المصري في القاهرة وأم درمان، وأغلبيتها مرتبطة بقضايا السكر العلني السافر والمتاجرة بالمشروبات الكحولية بدون رخصة والمخدرات وربما أشهرها هي تلك التي حدثت عشية مقابلة الفريق الوطني مع كوت ديفوار حينما كانت المصالح الأمنية بشلغوم العيد تقوم بدورية استطلاعية بالغابة المحاذية لحي عبدالله باشا حيث لفتت انتباههم سيارة مركونة بجانب الرصيف وعند اقترابهم منها وتفتيشها تفتيشا دقيقا وجدوا بداخلها كمية معتبرة من المشروبات الكحولية من مختلف الأنواع والأحجام كانت مخبأة في مكان سري بالسيارة ومعدّة للترويج لكن الشخص المتورط حينما أحيل على العدالة أكد أنه كان ينوي تنظيم مقابلة رياضية في كرة القدم قبيل مقابلة المنتخب الجزائري بكوت ديفوار بساعات وشكل لذلك فريقين من أصحابه وأعد تلك المشروبات الكحولية للإحتفال بالمنتخب الوطني, لذلك أحضرها كما قال في ذلك اليوم بالذات حينما انشغل الجميع بأشبال سعدان وهو ذات الإنشغال الذي سمح بارتكاب 27 جنحة أخرى سُجِلت جميعها بالتزامن مع إجراء مقابلات الخضر التي أهلتها لعرس جنوب إفريقيا.. وكشفت مختلف التقارير الأمنية أن الحيطة الأمنية هي التي جعلت المونديال يمر بسلام مع تسجيل أعمال شغب من خلال الإحتجاجات في مدينة عنابة والتي لم تتوقف حتى في عز مباريات الخضر وأثناء إجرائها.