أصبحت ظاهرة تهاطل الأمطار بمدينة حاسي مسعود، في كل مرة نقمة على سكان المنطقة أكثر منها نعمة، وتشكل هاجسا حقيقيا على المنطقة ككل، وهذا بفعل عوامل عديدة تراكمت لسنوات بمختلف أحياء وشوارع المدينة من فعل البشر. يحدث كل هذا بسبب سوء التسيير ومختلف مشاريع التهيئة بذات المدينة والتي يبدو أنها غير منتهية لوقت قريب، وإلى أجل غير مسمى بعد مرور أكثر من أربع سنوات عن انطلاقتها وغيرها من الأسباب الأخرى. واستيقظ سكان مدينة حاسي مسعود أمس على وقع مياه منتشرة في كل مكان؛ بعد ليلة سوداء قضتها أغلب العائلات في استخراج المياه التي غمرت منازلهم؛ بعد تساقط كميات معتبرة من الأمطار بالمنطقة استغرقت حوالي ثلاث ساعات فقط. وفي ظرف وجيز تحوّلت المدينة، إلى منطقة شبه منكوبة بفعل المياه التي غمرت عديد منازل سكان المنطقة وبالأخص حي 1850 مسكن وحي التوميات وحي بوعمامة إلى غيرها من الأحياء التي باتت فيها أغلب العائلات مستيقظة وهذا لشطف المياه التي تسرّبت لغرفهم بسبب تجمع كميات كبيرة للمياه ببعض الشوارع ما جعلها تنتقل لمنازل هؤلاء. ومعلوم أن جل قنوات الصرف الصحي، في طور الإنجاز في حين توجد أخرى مسدودة؛ ما أدى إلى تساقط كميات الأمطار لتشكيل أوحال كبيرة بشوارع الأحياء ما جعل بعضها يستحيل التنقل فيها سواء للمركبات أو الراجلين، وهو ما أثار سخطا وتذمرا شديدين للسكان. ومن الأسباب الأخرى التي أصبحت تشكلا هاجسا للسكان هي مشاريع التهيئة ببعض الأحياء والتي بقيت لمدة تزيد عن أربع سنوات عن انطلاقها إلى غاية يومنا هذا كتجديد طرقات هذه الأحياء، وإنشاء قنوات الصرف الصحي وكذا تجديد شبكات المياه. وبقيت هذه المشاريع رهينة تلاعب من طرف أصحاب المشاريع وكذا تواطؤ بعض المنتخبين والمسؤولين المحليين، فيما يخص تسريع وتيرة إنجازها وعدم مراقبتها ومتابعتها. هذه المشاكل ساهمت بشكل كبير في تردي الأوضاع ومن ثم معاناة لا تنتهي لسكان المنطقة؛ حيث في كل مرة تتهاطل فيها كميات الأمطار ولفترة وجيزة تتحوّل المدينة إلى سيول، عبر شوارعها وتجمّعات كبيرة من المياه تشكل بركا مائية بمختلف النقاط من أحياء المدينة تستمر لأيام عديدة؛ ناهيك عن تشكيل أوحال بمختلف الشوارع بسبب تراكم الأتربة والرمال وبقايا الأشغال؛ دون أن ننسى التسرّبات المائية من مختلف شبكات المياه القذرة. ورغم الشكاوى المقدمة من طرف سكان الأحياء لدى السلطات المحلية، إلا أن الأوضاع تزداد سوءا وتعقيدا؛ خاصة إذا علمنا أنه في مقابل ذلك يوجد مشكل آخر والمتعلق بوجود عديد المنازل، تقع في منحدرات على غرار حي 1850 مسكن، فهذا الإشكال هو الآخر قد يشكل خطرا وتهديدا على سكان المنطقة خاصة أثناء نزول الأمطار لمدة قصيرة، ما يعني إمكانية جرف منازل بالكامل بفعل السيول. هذه النقطة السلبية والتي تسجل على المسؤولين المحليين بالمنطقة لم يتم مراعاتها من طرفهم، رغم إثارتها في وقت سابق ضمن شكاوى السكان؛ فإلى متى تظل المعاناة متواصلة، علما أن الأمطار أضحت هاجس الجميع رغم أنها نعمة نظرا لسوء التسيير والتقاعس المسجل من طرف المسؤولين بالمنطقة، والتي لم تكلف نفسها عناء دراسة هذه المشكلة وإيجاد حلول لها.