"لن تقدروا على دفع ثمن تلحيني لنشيد قسما .. ما رأيكم في أن يكون مهر انتسابي لهذه الثورة العظيمة .. لن آخذ شيئا .. هو هدية لإخواني في الجزائر".. هكذا أجاب الملحن المصري محمد فوزي قادة الثورة.. وعلى خطاه تنازل نجله منير فوزي عن حقوق التأليف للجزائر. سلم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وسام الاستحقاق الوطني ما بعد الوفاة "العهيد" لعائلة الفنان والملحن المصري محمد فوزي التي ناب عنها حفيده عمرو منير. وأشار ممثل الرئاسة إلى أن التكريم هو وفاء من الجزائر المستقلة لواحد من المبدعين الذين دعموا الثورة التحريرية بتلحينه للنشيد الوطني "قسما". وأكد وزير الثقافة من أوبرا الجزائر بوعلام بسايح سهرة الإثنين أن الجزائر لم تنس جميل كل من دعمها سواء بالسلاح أو بالكلمة "ثورتنا العظيمة استدعت شرفاء العالم ليلتفوا حولها في الفن والأدب والسياسة، فهناك من دعمها بالسلاح ومنهم من كتب ولحن وحاور". وأضاف في نفس السياق "تكريم ملحن نشيد قسما الفنان محمد فوزي هو تحية من الشعب الجزائري لما قدمته مصر للثورة التحريرية المباركة". وختم ميهوبي كلمته بالحديث عن القدس الشريف زهرة المدائن التي تتعرض لمؤامرة التهويد، مذكرا بمواقف الجزائر والرئيس بوتفليقة عندما كان وزيرا للخارجية سنة 1974، كما استشهد بتأثير اللحن الحماسي للنشيد الوطني على أداء المنتخب الوطني ضد ألمانيا وانه تم اختياره سنة 1996 في قائمة أقوى الأناشيد الوطنية. من جهته، أشاد نجل شاعر الثورة مفدي زكرياء بإبداع الموسيقار محمد فوزي ونجاحه في تقديم اللحن المناسب للنشيد. وأشار سليمان الشيخ في نفس السياق إلى أن والده مفدي زكرياء قدم القصيدة لصديقيه الفنان الجزائري محمد التوري والتونسي محمد التريكي ولكن رغم جهودهما كان اللحن الذي قدمه محمد فوزي الأقرب إلى عنصر الحماسة المطلوب في نشيد يمثل ثورة شعب ضد المستعمر. نوه الدكتور سليمان الشيخ بجهود الفنانين وقال في معرض كلمته التي ألقاها باسم عائلة شاعر الثورة انه زار عائلة الفنان المصري محمد فوزي في القاهرة عندما كان سفيرا وشكرها باسم كل الشعب الجزائري. واعتبر التكريم الثاني للملحن في الجزائر دليل على أن الجزائر لا تنكر الجميل والعرفان لكل من وقف معها أيام الشدة وان العلاقات الجزائرية المصرية كانت وستبقى قوية وتاريخية. للإشارة فإن الفرقة النحاسية للحرس الجمهوري افتتحت سهرة التكريم بعزف وأداء "قسما" و"جزائرنا" و"من جبالنا". فيما كان ختامها الحان شهيرة للموسيقار المصري "مصطفى يا مصطفى" و "ماما زمانها جاية" و"حبيبي وعينيا" و"أي والله" و"بلدي أحببتك يا بلدي" و"فين إلي شغل بالي" وغيرها من الأغاني التي أداها عدد من الفنانين الجزائريين على غرار ندى الريحان وتوفيق يوسفي وآمال سكاك وهواري ولهاصي وأنيسة هجرسي.