تنظر بعد غد، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في واحدة من أكبر قضايا تهريب وترويج المخدّرات المتعلّقة بحجز حوالي 2.2 طنّ من الكيف المعالج وشبكة تشعّب نشاطها على المستويين الوطني والدولي. * حيث سيحاكم 14 متّهما، من بينهم البارون "قادة الإمبراطور"، بتهم تتعلّق بمحاولة تصدير المخدّرات، حيازة أسلحة نارية وذخيرة حيّة، التزوير واستعمال المزوّر وغيرها، سيمثلون كلّهم، باستثناء واحد لايزال في حالة فرار. * طفت أخيرا إلى سطح القضايا الجنائية بوهران، تبعا للأجندة المضبوطة، قضيّة بارون تصدير واستيراد وترويج المخدّرات، "ط.قادة" البالغ من العمر 45 سنة والمعروف باسم "قادة الإمبراطور"، هذا الأخير الذي سقط في شباك مصالح الأمن بوهران، كصيد ثمين بعد التحقيق الذي دام أكثر من ثلاثة أشهر، عقب العملية الكبرى التي أسفرت عن حجز حوالي 22 قنطارا من الكيف المعالج ذي النوعية الراقية، بالسانيا، والذي كان موجّها للتصدير نحو إيطاليا ومالطا، حيث يمثل نهار الإثنين من الأسبوع الجاري، 13 متّهما أمام هيئة محكمة الجنايات، ويعدّ آخر في حالة فرار، إذ توجّه إليهم تهم تكوين جمعية أشرار، محاولة تصدير المخدّرات، الحيازة والمتاجرة، التزوير واستعمال المزوّر، حيازة أسلحة نارية وذخيرة، وذلك بعدما تمّ إلقاء القبض عليهم تباعا العام الماضي، حيث كانت أولى خيوط القضيّة، حجز كميّة 21 قنطارا و180 كلغ من الكيف المعالج داخل شاحنة معبّأة بالبصل بمنطقة السانيا، بتاريخ 27 جوان 2007، وذلك بعد سلسلة من التحرّيات دامت أكثر من شهر، وبعد المطاردة من قبل فرقة مكافحة المخدّرات التابعة للأمن الولائي، تمّ توقيف 5 أشخاص. * بينما تمكّنت سيّارة من نوع "رونو ميڤان" كانت مرافقة للشاحنة من الفرار، وبعد فتح تحقيق بالقضيّة تبيّن أنّها تخّص شبكة تهريب وترويج للمخدّرات من الوزن الثقيل، امتدّ نشاطها على مستوى مختلف ولايات الوطن وكذا دوليا، حيث تمّ تمديد الاختصاص إلى عدّة ولايات أخرى، كما تمّ حجز حافلتين لنقل المسافرين تشتغلان على خطّ "34"، كانتا داخل المزرعة التي ضبطت بها المخدّرات وبمزرعة أخرى ببوفاطيس، تمّ حجز بندقيتين وذخيرة حيّة وأسلحة بيضاء مختلفة، إضافة إلى أجهزة كمبيوتر بمعدّاتها ووثائق ومحرّرات رسمية وأوراق نقدية مزوّرة. * هذه المزرعة تعدّ ملكا لأحد المتورّطين في القضيّة، إلى جانب مزرعة أخرى بقديل وفيلات فاخرة بدوار بلقايد وكناستيل، كما أشارت مصادر مطّلعة الى أنّ رجال أعمال معروفين بالعاصمة والبليدة وباتنة لديهم صلة بالشبكة، ويتعلّق الأمر بثلاثة رجال أعمال يشتغلون بالتصدير والاستيراد، أحدهم يملك شركة للبناء والترقية العقارية وآخر صاحب مصنع لتعليب اللحوم المفرومة، وأسفرت نتيجة التحقيق أيضا، أنّ الكميّة المحجوزة من الكيف، تمّ تهريبها عبر الحدود المغربية من طرف شخص مجهول الهويّة يدعى "المغناوي"، ومن ثمّ نقلت نحو وهران، وكانت موجّهة نحو ولايات الشرق لتصدّر نحو إيطاليا ومالطا، وبعد حوالي ثلاثة أشهر من تاريخ الحجز، تمّ إلقاء القبض على "قادة الإمبراطور" في الرابع من أكتوبر بعد موعد الإفطار في شهر رمضان ببئر الجير، وكان هذا الأخير قد صدر في حقّه أمر بالقبض، بينما بقي بارون آخر يدعى "ب.غ" 36 سنة في حالة فرار.