كشف وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، الإثنين، أن الجزائر ستترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن والسلم الدولي ابتداء من 2019، على اعتبار أن العهدة ستتكون حينها من ثلاث سنوات بدلا من سنتين المطبقة حاليا. وأكد عبد القادر مساهل، لدى استضافته في حصة "ضيف التحرير" بالقناة الإذاعية الثالثة، على أن الجزائر ترفض أي محاولات لإقحامها في مكافحة الإرهاب عسكريا في نزاعات المنطقة، مذكرا بجهود الجزائر في دعم دول الجوار في هذا الإطار. وشدد الوزير على أهمية حوار مجموعة 5+5 الذي انعقد، الأحد بالجزائر العاصمة، في ظل التحديات التي تواجهها منطقة الحوض المتوسط لا سيما الهجرة غير الشرعية و الوضع الأمني والخطر الإرهابي فضلا عن أزمات المنطقة وعلى رأسها الوضع في ليبيا ومالي، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة على حدودها. وأوضح مساهل أن الاجتماع الرابع لدول الحوار 5+5 كان فرصة للحوار وتضمن محادثات عميقة عن انشغالات كل دولة في المنطقة وبلورة مواقف مشتركة حول الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة، إضافة إلى التطرق إلى التنمية في المنطقة مع شركاء الضفة الأخرى من المتوسط والاستثمار ومحاربة البطالة وخلق فرص عمل للشباب، فضلا عن الاهتمامات البيئية المشتركة بين دول حوض المتوسط. وأضاف المتحدث أن أهمية اجتماع 5+5 تكمن في مشاركة وزراء خارجية الدول العشرة الأعضاء في المبادرة، بحضور الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط والأمين العام للاتحاد المغاربي ومحافظ الاتحاد الأوربي المكلف بسياسة حسن الجوار. وأيد مساهل تصريحات وزير الخارجية المغربي- التي قال إن مشاركة المغرب لم تكن في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر والمغرب-، موضحا أن اجتماع الأحد يدخل في إطار حوار5+5. وجدد وزير الخارجية التأكيد على أن الجزائر ترفض أي محاولات لإقحامها في مكافحة الإرهاب عسكريا في نزاعات المنطقة، كاشفا أن الجزائر تكون عددا من عناصر النخبة في مالي والنيجر وعددا من دول المنطقة لمكافحة الإرهاب، فضلا عن الدعم اللوجيستيكي والمساعدات الانسانية لهاته الدول وهو ما يكلف الجزائر كثيرا قدره ب 100 مليون دولار خلال العشر سنوات الأخيرة، وهي المجهودات التي تدخل أيضا في تأمين الجزائر أولا والتضامن مع دول الجوار. وثمن مساهل مجهودات الجيش الوطني والقوات الأمنية في الحفاظ على استقرار وأمن الجزائر التي اتخذت كافة احتياطها، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة للحفاظ على سيادتها واستقرارها الأمن ، سيما على الحدود مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، مؤكدا في السياق أن الجزائر ستواصل جهودها لدعم واستقرار دول الجوار على غرار ليبيا ومالي ودعم العملية السياسية في ليبيا عبر مؤسسات دستورية قوية للقضاء على كل اشكال البيئة الحاضنة للارهاب أو عودة إرهابيي داعش أو الجريمة المنظمة. وبخصوص عودة 6 آلاف من إرهابيي داعش إلى أفريقيا، قال مساهل إن الجزائر كغيرها من دول المنطقة أخذت هذا التهديد على محمل الجد وحذرت منه في مناسبات عديدة، مضيفا أن الجزائر عضو مؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بنيويورك الذي يضم ألأكثر من 60 بلدا ، وتترأس رفقة كندا لجنة المنتدى في منطقة الساحل الصحراوي، واحتضنت اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وتم التطرق إلى عودة إرهابيي داعش إلى أفريقيا، وأشكال الإرهاب الأخرى المتمثلة في الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر، مذكرا بتبني الاتحاد الإفريقي لمقاربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وذكر مساهل بتقرير معهد غالوب الذي صنف الجزائر السادسة في قائمة العشرة دول الأكثر أمنا، وهو الإنجاز الذي يعد ثمرة للمصالحة الوطنية للرئيس بوتفليقة الذي تبنى مقاربة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، أثبتت فعاليتها بدليل العدد القليل من الجزائريين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.