سجلت المصالح الأمنية في الحدود الغربية خلال الأسابيع القليلة المنصرمة تناقصا ملحوظا في كميات السكر المحجوزة عبر الشريط الحدودي مع المملكة المغربية بعد أن ظلت أسواق مغنية وباب العسة والسواني ومرسى بن مهيدي وبني بوسعيد، تعتمد بنسبة كبيرة على السكر المهرب من المغرب والذي لم يتجاوز سعره ال 60 دج رغم الأزمة العالمية التي إنعكست على أسعاره عالميا. وأكد مصدر أمني للشروق أن تناقص محجوزات السكر يعود إلى إستقرار أسعاره بالجزائر، حيث انخفض إلى حدود 80 دج، لكن محدثنا لم يستبعد "عودة الظاهرة مع إقتراب شهر رمضان واحتمال ارتفاع أسعاره مجددا نظرا لكثرة الطلب عليه خلال تلك الفترة". وكانت آخر عملية مسجلة الأسبوع المنصرم بمنطقة سيدي بوجنان، أين تمكنت فرقة لحرس الحدود من حجز 120 كلغ، بينما سجلت المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان خلال الخمس أشهر الأولى من السنة الجارية حجز 2597 كلغ من السكر في إطار نشاطاتها في مكافحة التهريب، وقد كشفت إحدى الصحف المغربية السر وراء إنخفاض سعر السكر الذي تستورده المغرب مقارنة مع الجزائر، حيث أكدت أن المملكة تعاقدت مع شركة "سوخات" الإسرائيلية لتزويدها ب 100 طن من السكر كمرحلة أولى قبل أن تعاود ذات الشركة تصدير عدة دفعات من السكر نحو المغرب بأسعار مغرية، ليجد طريقه نحو الجزائر عن طريق المهربين الذين يكسرون كل الطابوهات والمحرمات، عندما يتعلق الأمر بالربح السريع. ولا يعتبر السكر طريق إسرائيل الوحيدة عبر المغرب، حيث أن عدة منتجات إسرائيلية تهرب من المغرب نحو الجزائر بعضها صنع في إسرائيل، حيث يحتل المغرب المرتبة العاشرة إفريقيا في حجم التعاملات الإقتصادية مع دولة الإحتلال ب20.9 مليون دولار بعد كل من جنوب إفريقيا ومصر اللتان تحتلان المرتبتين الأولى والثانية في التعاملات الإقتصادية مع الدولة العبرية ب 458.7 و404.9 مليون دولار لكل منهما، وتأتي بعدها على التوالي كل من نيجيريا وكينيا، ثم غانا وبوتسوانا وإيثوبيا والكاميرون، فأوغندا. أما عربيا، فيحتل المغرب المرتبة الثالثة بعد كل من مصر والأردن التي يتجاوز حجم تعاملاتها مع إسرائيل 301 مليون دولار، وتعتبر هذه الأرقام المقدمة في الموضوع الأحدث من نوعها، حيث أنها تتعلق بسنة 2009 وأمام هذه المعطيات يبقى الحذر وتوعية المستهلك الذي أنهكه مسلسل ارتفاع الأسعار مما جعله دوما يبحث عن الرخيص حتى و لو كان مضرا بصحته أو مساهما في إقتصاد دولة عدوة تقتل الأبرياء في الأرض والبحر بأموال الكادحين الأفارقة والعرب.