في الوقت الذي أعلنت فيه مختلف القنوات الإعلامية عن نشر نتائج البكالوريا عبر شبكة موبيليس بداية من نهار أمس الاثنين كان الكثير من الطلبة والطالبات يعلمون مصيرهم سواء بالنجاح أو بالفشل في مختلف المؤسسات التعليمية وهو ما أحدث أزمة اجتماعية حقيقية، جعلت الأولياء يدخلون في صراعات مع أبنائهم وأحيانا مع المؤسسات التعليمية.. ووجدت الأمهات اللائي علمن منذ سهرة أول أمس سرا بنجاح أبنائهن أو بناتهن أنفسهن مجبرات على إطلاق زغرودة فرح وإعلان الإبتهاج منذ سهرة أول أمس وصباح أمس الاثنين أي قبل إعلان نتائج البكالوريا بصفة رسمية. وتمكن الكثير من أبناء عمال المنظومة التربوية من الحصول على النتائج قبل الموعد المحدد.. وإذا كان عامة الطلبة وأوليائهم من ضمن النصف مليون ممتحن قد انتظروا الموعد المحدد، فإن البكاء والفرح ارتسما على الوجوه خلال سهرة أول أمس الأحد، وهو موقف يتكرر كل موسم عندما يستطيع بعض الأولياء بطرقهم الخاصة جدا من الحصول على نتائج أبنائهم.. وبلغ تذمر الناس من الذي حدث عندما قام طالب أول أمس بقسنطينة بإقامة حفلة نجاحه وحضرها أصدقاؤه الذين لم يكونوا على علم بنتائجهم. ولجأت النساء إلى طقوس دينية وأخرى غريبة قبل تشغيل خط موبيليس، حيث كن يقرأن القرآن إضافة إلى أدعية، بينما قامت أخريات بطقوس أخرى تبريكية، وأصيب الكثيرون والكثيرات بوعكات صحية، حيث علمنا بوصول حالة إحدى الأمهات في خنشلة إلى مرحلة الخطر، حيث تم نقلها إلى المستشفى في حالة صعبة رغم أن ابنتها كانت ضمن الناجحات.. واشتكت أستاذة من منطقة الشريعة بولاية تبسة من اختفاء إبنها منذ أن علم بأنه من الراسبين، وكانت دموع السيدة هي ما جعلته يشعر بأنه ارتكب جريمة في حق والدته فخرج ولم يعد.. ولأن عدد الممتحنين والممتحنات ناهز النصف مليون فإن الملايين من أهلهم وأصدقائهم كانوا منذ صباح أمس في حالة ترقب قصوى.. ومرة أخرى ترسخت عادة المواكب الاحتفالية بالنجاح دون مراعاة شعور الفاشلين والفاشلات وهي أزمة اجتماعية أخرى أحرجت عائلات الذين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح في آخر الامتحانات المحترمة في الجزائر.