استعاد الفنان حليم زدام ورئيس فرقة مسرح "التاج" لبرج بوعريريج، تجربته المسرحية الممتدة ل30 سنة، والتي ميزتها نجاحات وفترات صعبة أبرزها سنوات العشرية الحمراء، حيث كانت فرقة "التاج" تقدم عروضها متحدية الموت والرصاص، فبلغت عروض "كاتينا" بحسب زدام 234 في ظرف 10 سنوات و"جحا" 1000 عرض في 10 سنوات. وقال الكاتب والمخرج حليم زدام الذي نزل ضيفا، السبت، على فضاء "صدى الأقلام" الذي ينشطه الروائي عبد الزراق بوكبة إنّ 30 سنة مسيرته في الفن الرابع تعدّ نضالا، كان يراه في بداياته على أنه حب للمسرح وفقط، ولكن مع مرور الأعوام والتجارب أدرك أنّ ما يقوم به مع "تاج" وطاقمها هو نضال والفنان لديه الكلمة والجسد، وأضاف زدام أنّ تجربة 30 سنة شهدت أشياء إيجابية وأخرى سلبية، ومسرح "التاج" أعطاه كل شيء ومنحه بدوره المثل، ويعد بالنسبة له أكثر من عائلة، يتقاسم نفسه الهموم والأحلام والأفكار مع زملائه في الفرقة، ولفت زدام أنّ مسرح "تاج" أسسه رفقة عمر شروقي، سنة 1989، حيث كانت البداية سابقا بفرقة "الحوار" سنة 1987. وأشار المتحدث أنّ ما وصفه بالمغامرة الإنسانية مع أعضاء "التاج" كلل بمسرحية "الشك"، ثم جاء "دوي" مسرحية "كاتينا" في زمن الإرهاب والتي يدور حوارها بين قاتل وكاتب في إشارة تحملها إلى من اغتالهم الرصاص في تلك الأزمة مجوبي وعلولة وآخرين. وأكدّ في الصدد أنّ "كاتينا" المنتجة سنة 1990 عرضت 234 خلال العشرية (10 سنوات)، وقدمت في الخارج إبان تلك الفترة الأليمة ونقلت ما يحدث داخل الوطن يوم كان الآخرون لا يعرفون معنى "الإرهاب". وشدد أنّ "التاج" قدم "كاتينا" في سنوات الدم بولايات كانت تحت رحمة الإرهاب كعين الدفلى وسيدي بلعباس وجيجل وأخرى، ولكن وقتها الخيار كان إمّا تبقى أو تغادر خارج حدود بلادك واخترنا البقاء والمواجهة. وبخصوص تجربته في مسرح الشارع، أشار إلى تجربة الفرقة مع فرقة مسرحية من مارسيليا بالتعاون مع "onci"، ثم جاء عرض "جحا" الشهير، الذي عرض في رومانيا وتركيا، وبلغ عدد عروضه 1000 عرض في 12 سنة (2000-2012)، وعبرّ بقوله "العرض الجيد لا يموت". وحول وضعية مسرح "التاج" ردّ زدام إنّ فرقة مسرح "تاج" لا تملك مقرا ولا تمويلا، وبعض عروضها التي مولتها السلطات تعدّ على رؤوس الأصابع ولم تنجح، وانتقد زدام في الصدد ذاته دكاترة الإخراج والسينوغرافيا من دون ممارسة تطبيقية للمسرح. وفي ختام اللقاء كشف عبد الرزاق بوكبة رفقة حليم زدام عن مشروع يتعلق بإنجاز كتاب يوثق لمسيرة مسرح "التاج" الممتدة ل30 سنة.