شهدت خشبة الحاج عمر، بمبنى محي الدين بشطارزي، أول أمس، عرضا مسرحيا خارج منافسة مهرجان المسرح المحترف، لفرقة التاج لبرج بوعريريج، يحمل عنوان"هربوين" من إخراج حليم زدام وتمثيل كل من أمينة امباركية، زكريا بوخاري، بلكرفة صابر، عبد الباسط صحراوي وغيرهم. في ساعة من الزمن حاول مسرحيون شباب وهواة، تصوير ظاهرة "الحرفة"، بواقع مرير لشباب يائس؛ حيث بدت علامة الإبهام الأولى في الديكور الماورائي، الذي أظهر طريقا مبهما غير معروف البداية ولا النهاية، ليبدأ العرض بدخول خمس ممثلين مقنعين، يقدمون مسرحا صامتا أسودا معبرا على النص الدرامي، أحسن تعبير. وهذا لأن القناع قادر على إخفاء أكثر من شخصين متناقضين تناقضا تاما، ويحصل بالتالي ثراء في تنوع شخوص العرض، والممثل عندما يتمكن من فن الإشارة والحركة يوصل للمشاهد أفكارا كثيرة تخدم العرض أكثر من بعض مشاهد الافتعال والتصنع التي لم تغب عن عرض "هربوين"، خاصة مشاهد الحب بين سليم وسلمى التي كانت بطريقة آلية ممسوخة عديمة الروح، بطريقة القوالب التقليدية، المنقولة والمحفوظة عن ظهر قلب. وهو ما أفسد الدوافع الإبداعية لما وراء النص أو الحوار. ولدرجة تمكن الممثلين من المسرح الصامت والمقنع أحببنا لو لم ينطق تماما لأن الممثلين أبدعوا في المشاهد الصامتة بالحركات الخادمة للمسرح الصامت وللنص الدرامي . تجدر الإشارة إلى أن فرقة مسرح التاج ببرج بوعريريج لها تاريخ عرق وهي تحتفل ب 20 سنة من العطاء المسرحي ب 22 مسرحية منها "الشك"، "جحا"، التي قدمت لها 356 عرضا في الكثير من الدول العربية والأجنبية.