نشطت نهاية الأسبوع المنصرم الدكتورة اللبنانية أمال غزال عدة لقاءات ثقافية بالجزائر العاصمة، وولاية غرداية حول "الدراسات الإباضية: مستجدات علمية ومنهجية"، والتي لقيت اهتماما كبيرا لدى الباحثين والطلبة. وفي تصريح خصّت به "الشروق"، أوضحت الدكتورة أمال غزال أن اهتمامها بالدراسات الإباضية النابع من اهتمامها الأوسع بتاريخ المنطقة، قادها إلى الجزائر، وبالتحديد إلى وادي مزاب، للتعمق ومشاركة الأفكار، والتعرف على المجتمع الإباضي عن قرب، مما لاحظت أن هناك إنتاج فكري غزير، وتفاعل ثقافي كبير لدى علماء ومفكرين مزابيين، مضيفة أنها سجلت تهميشا كبيرا للإباضية في تاريخ المنطقة، رغم كل هذا الإنتاج والتفاعل، فأحببت أن تفهم أكثر عن هذا الإنتاج الفكري والثقافي، وأن تضعه في سياق أكبر يحاكي التطورات في شمال إفريقيا والمشرق. وأكدت الباحثة اللبنانية على أن اهتمامها زاد أكثر حين زاد الخطاب المعادي لما سمّته "الأقليات في العالم العربي"، إذ أصبح من الضروري السعي لحمايتها بكل الطرق، منها إبراز جوانب فكرية وثقافية، والتفاعل معهم على كل الأصعدة، على حد تعبير ذات المتحدثة. وقد حلت الباحثة أمال غزال ضيفة على دار العلم ببلدية العطف، كما خصصت لقاء آخر مع الإناث بدار نزهة الألباب ببلدية غرداية، أين قدمت مداخلة حول اهتماماتها العلمية، وفتحت النقاش والحوار مع الحاضرين للقاءاتها الفكرية. وتُعدّ أمال غزال مديرة معهد الدراسات الإسلامية المقارنة بجامعة (Simon Fraser) بكندا، متخصصة في التاريخ الفكري الحديث، وفي مسائل تتعلق بالإصلاح الإسلامي، والفكر القومي، حيث نشرت كتابا عن النخبة الفكرية العمانية في زنجبار، تطرقت فيه إلى العلاقات بين جزيرة زنجبار التنزانية ووادي مزاب كجانب من شبكة علاقات كبيرة في العالم العربي، وهي مهتمة بدراسات الشرق أوسطية والصحراء الإفريقية. وتقوم حاليا على دراسة بحثية حول الحركة الإصلاحية بوادي مزاب في النصف الأول من القرن العشرين، وتطور العلاقات بينها وبين الحركات الوطنية في الجزائر وتونس، وهي محاولة لتحليل تفاعل الأقليات مع فكرة كانت جديدة وهي فكرة الوطن القومي، حسبما صرحت به الباحثة. وأنهت الدكتور أمال زيارتها لولاية غرداية، التي انطبعت عليها بمميزاتها الجغرافية والتاريخية والحضارية، انطباعا حسنا -على حد وصفها - الأمر الذي جعلها تستخلص منها دروسا كثيرة، وأثارت لديها أسئلة مختلفة تحاول الإجابة عنها في دراستها.