تسعى مصالح ولاية البليدة اليوم إلى تجسيد البرنامج التنموي الخاص بالمناطق الريفية والنائية التي تضمها الولاية والعمل على إنهائه في آجاله المحددة وفق ما تم الاتفاق عليه. * * حيث سيمس هذا البرنامج 06 بلديات نائية معظمها تقع بالمناطق الجبلية الوعرة والتي هجرها سكانها في العشرية السوداء مثل بلدية بوعرفة، حمام اللوان وصوحان وغيرها من المناطق المعزولة مع 18 موقعا ريفيا آخر موزع على هذه البلديات، إذ تم تخصيص جملة من المشاريع الهامة ستسمح بالقضاء على عزلتها وتحقيق التنمية الشاملة بها من أجل تشجيع سكانها على الاستقرار هناك، وعدم مغادرتها نحو المناطق الحضارية التي تشهد ضغطا كبيرا بسبب النزوح الكبير الذي عاشته في السنوات الماضية، ولاتزال تعيشه في الوقت الحالي. وقد ضم هذا البرنامج الانطلاق في عملية إنجاز شبكات المياه الصالحة للشرب على مستوى كل التجمعات السكانية الواقعة هناك من أجل القضاء على مشكل التزوّد بالمياه الشروب المطروح منذ سنوات عدة مع تزويد كل هذه المناطق بشبكات قنوات الصرف الصحي التي تغيب في معظم تجمعاتها، سعيا منهم للقضاء على طريقة الردم والحفر التقليدية المضرة بصحة المواطن والبيئة معا، وفي هذا الإطار تم حد الآن إنجاز 09 خزانات مائية من الحجم الكبير مصحوبة بإنشاء 360.832 متر طولي من شبكات المياه الصالحة للشرب التي ستمكن كل المناطق الريفية تقريبا من إنهاء كابوس ندرة المياه الصالحة للشرب المطروحة بصفة خاصة مع حلول كل فصل الصيف. ناهيك عن ربط المناطق المذكورة بشبكات الكهرباء التي بلغت فيها مسافة الربط اليوم إلى33 كلم من مساحة هذه الأخيرة، وهو ما تمثله نسبة 99.3 بالمائة من النسبة الاجمالية من عملية التزود والربط بالمجمعات السكنية كما تشهد عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي هناك وتيرة سريعة في الأشغال ستمكن بدورها من ربط 21 ألف مسكن أغلبها تقع بالمناطق الجبلية وعلى مسافة طولها 423 كلم أين بلغت نسبة الإنجاز لحد الساعة 63 بالمائة ستنتهي في آجالها المحددة وستقضي أيضا على معاناة آهالي هذه المناطق الذين ملوا من اقتناء قارورات غاز البوتان التي تكلفهم جهدا بدنيا وماليا، وهذا نظرا للمسالك الوعرة المؤدية إلى منازلهم، بالإضافة إلى بعدها الشديد عن المناطق الحضارية، في انتظار انطلاق أشغال مشاريع مماثلة تخص عمليات تهيئة كل الطرق والمسالك مع تعبيدها، بالإضافة إلى إنشاء المرافق الضرورية كقاعات العلاج وباقي المؤسسات الضرورية مثل مقرات الأمن والإدارات العامة والهدف من هذا هو محاولة خلق مناطق حضارية جديدة هناك تسمح باستقطاب السكان وإنهاء مشكل الاكتظاظ التي تعاني منه مدن الولاية.