وجه القضاء التركي تهمة التآمر ضد الحكومة ، إلى مئات الأشخاص بينهم عدد من العسكريين في عملية غير مسبوقة. * وتتعاقب الاعتقالات والاتهامات واستدعاءات المثول أمام المحكمة التي تشمل ضباطا في الخدمة أو في الاحتياط من جنرالات واميرالات إلى عسكريين عاديين، ما يلحق ضررا كبيرا بالجيش التركي الذي يعتبر نفسه حامي العلمانية في تركيا في مواجهة الإسلاميين الذين وصلوا إلى سدة الحكم في 2002. * وابلغ القضاء الاثنين الإعلام بتوجيه الاتهام إلى 196 شخصا، بينهم عدد من العسكريين العاملين أو المتقاعدين، في إطار التحقيق الذي فتح منذ عدة أشهر بشأن محاولة الإطاحة عام 2003 بحكومة رجب طيب اردوغان. * واستنادا إلى وكالة أنباء الاناضول فان المتهمين "حاولوا الإطاحة بالحكومة أو منعها من القيام بعملها بالقوة أو العنف" وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن من 15 إلى 20 عاما. * وكانت صحيفة "طرف" هي التي كشفت هذه المؤامرة في جانفي الماضي. * وأدى التحقيق، الذي شكل ضربة موجعة للجيش التركي، إلى عشرات الاعتقالات في صفوف الجيش أو الاحتياط. وقد اخلي سبيل هؤلاء المشتبه فيهم جميعا قبل توجيه الاتهامات. * وفي موازاة ذلك وجهت التهمة إلى ما لا يقل عن 290 شخصا في إطار تحقيقات مختلفة حول شبكة ارغينيكون المتهمة بمحاولة نشر الفوضى لتنفيذ انقلاب. * وأودع أكثر من مائة متهم بينهم جنرالات وصحافيون وزعماء عصابات السجن في إطار التحقيقات المطولة في قضية ارغينيكون التي بدأت عام 2007 وتخللها العثور على كمية كبيرة من الأسلحة. * والاتهامات، التي صدرت في اسطنبول، هي ثمرة تحقيق بدأ في فيفري مع حملة اعتقالات ضخمة في صفوف العسكريين. * وحاليا يحاكم الضابط البحري دورسون تشيتشك أمام محكمة مدنية على أن يمثل أمام محكمة عسكرية اعتبارا من اليوم الثلاثاء بتهمة إعداد "خطة عمل ضد القوى الرجعية". * والمتهم الرئيسي هو الجنرال المتقاعد تشتين دوغان، الرئيس السابق للجيش الأول، المتمركز في اسطنبول، حيث جرى تدبير المؤامرة بعد قليل من تولي حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002. * وأوضحت صحيفة "حرييت" على موقعها الالكتروني أن أكثر من 30 عسكريا عاملا أو متقاعدا بين المتهمين. * لكن خلافا لقضية شبكة ارغينيكون لا يوجد حاليا في الحبس أي من المتهمين في قضية "عملية المطرقة" حيث أفرج عن جميع الموقوفين بمن فيهم الأشخاص الذين وجهت إليهم التهم. * وقال الأستاذ الجامعي احمد انسل والباحث علي بيرم اوغلو "سبب ذلك هو أن عملية المطرقة لم تكن سوى مخطط لم ينفذ في حين عثر على أسلحة لتنفيذ عملية ارغينيكون". * وبحسب الادعاء، كانت مؤامرة "عملية المطرقة" تتمثل في تنفيذ اعتداءات في المساجد وإثارة توترات مع اليونان لإشاعة الفوضى وتبرير انقلاب يطيح بالحكومة التي يرون أنها تعمل في الخفاء على اسلمة المجتمع التركي. * وقال انسل أن الجنرال دوغان يؤكد انه "سيناريو أكاديمي" وضعه العسكريون في حال نشوب نزاع مع اليونان. * وكل هذه التحقيقات والمحاكمات تثير جدلا في تركيا سواء في صفوف أنصار النظام القائم أو في المعارضة العلمانية التي تندد بانحراف للسلطة التي يشتبه بان لها "برنامج عمل" خفي لاسلمة البلاد تدريجيا والسعي، على الساحة الدبلوماسية، إلى إجراء تقارب مع الدول العربية وإيران. * وقال انسل "للمرة الأولى نرى رغبة في تحميل الجيش المسؤولية أمام المدنيين، ما يعني تطبيعا للنظام، إذا اعتبرنا أن الجيش لا ينبغي أن يكون قوة وصاية" سياسية. * ويتهم قسم كبير من المعارضة الحكومة بالسعي إلى النيل من مكانة المؤسسة العسكرية من خلال هذه القضية وقضية شبكة ارغينيكون.