الجزائر تتصدى للإرهاب بمنطقة الساحل وأمريكا مستعدة للمساعدة قالت نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي وشمال أفريقيا جانيت ساندرسون، إن بلادها مستعدة لمساعدة الجزائر وبقية دول الساحل الأفريقي في جهودها لمكافحة نشاط تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، لافتة إلى أن هذه البلدان تفضّل أن تقود المعركة بنفسها دون تدخل خارجي و"ليس لحكومتنا مشكلة مع ذلك"، مشيرة إلى الفرق الموجودة بين فرعي "القاعدة في جزيرة العرب وفي المغرب الإسلامي"، إذ أن الأول يبدو مرتبطاً مباشرة بقيادة "القاعدة"، التنظيم الأم، ويأتمر بأوامرها، بينما الثاني لا يبدو وكأن له العلاقة ذاتها كالفرع الخليجي. * وأضافت المسؤولة الأمريكية في حوار "للحياة" اللندنية أن بلادها جاهزة لتقديم المساعدة للدول التي تتصدى لنشاط القاعدة في الخليج كما في شمال إفريقيا. موضحة أن هناك اختلافاً صارخاً بين فرعي القاعدة في الخليج وفي شمال إفريقيا، على اعتبار أن الأولى عبارة عن تنظيم هجين يضم فرعي التنظيم في اليمن والسعودية، وهي على صلة وثيقة بالتنظيم الأم في مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية، في حين أن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" غير ذلك. * وأضافت أن الوضع في منطقة المغرب، وخصوصاً دول الساحل، مثيراً للقلق، ولكن، في الوقت ذاته، يبدو أن الجزائريين من خلال جهودهم على مدى سنوات ومن خلال التضحيات المؤلمة التي بذلوها والصعوبات الجمة التي واجهوها قد نجحوا في القيام بعمل جيّد في التصدي لمشكلة الإرهاب عندهم، ما زال هناك بعض الرواسب من الجزائريين الذين التحقوا ب "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وقالت "أعتقد أنهم لا يأخذون أوامر من التنظيم الأم وليست لديهم نفس العلاقة أو الاتصال بالقاعدة، كما هي العلاقة التي يتمتع بها إخوانهم في جزيرة العرب في اليمن"، وأوضحت بخصوص الجزائر دائما أن المسار الذي يعتمده تنظيم القاعدة بالجزائر بناء على تكتيكاتهم وكيف يقومون ببعض عملياتهم، يبدو مختلفاً عن عمليات القاعدة في جزيرة العرب. * وعن نوع المساعدة التي تقترحها بلادها على الجزائر قالت "لدينا علاقة إيجابية ومثمرة مع الجزائر وبقية دول المنطقة المغاربية. والجزائر تعمل للتصدي لمشكلة فرع القاعدة المغاربي، لكنهم يريدون القيام بالمهمة بمفردهم، ويعتقدون أنه المسار الأفضل دون تدخل خارجي، وهذا لا يشكل مشكلة لحكومتنا، نرغب في تقديم المساعدة من خلال برنامج للتصدي للإرهاب عبر منطقة الساحل ومن خلال الاتصالات مع القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا "أفريكوم"، ومن خلال جهود سفاراتنا في المنطقة نحاول أن نوفّر المساعدة للدول التي تحارب القاعدة في المغرب الإسلامي والجزائر تقوم بعمل جيد". * وقالت إن "القاعدة في المغرب الإسلامي خليط من الجماعات المختلفة التي لا تدين بالولاء لبعضها البعض وليست منظّمة بالطريقة التي تنظّم القاعدة نفسها في أماكن أخرى"، مضيفة "ليس واضحاً ما إذا كانوا يأتمرون من القاعدة، هناك تحركات على حدود منطقة الساحل وهناك عمليات الخطف التي تقوم بها جماعات تعمل في شكل مستقل كما يحصل في عمليات خطف الرهائن من أجل الفدية، وعلى رغم خطورة خطف الرهائن، لا نشجع على دفع فدية للخاطفين".