أعوان أمن مزيّفون تسلّلوا إلى المستشفى وسلبوا المرضى أموالهم! رفض، أمس، مدير المركز الاستشفائي الجامعي بوهران، بقدوس عبد القادر، تحميل الطاقم الطبي بمصلحة الأمراض الصدرية لوحده مسؤولية فضيحة الجرذ الذي شوه جثة مريض، توفي داخل المرحاض وبقي هنالك 6 ساعات دون أن ينتبه له أحدا؛ حيث أكد أن "إدارة المستشفى هي المعنية الأولى في هذا المقام، كونها لم تستطع تهيئة المصالح الطبية وتوفير الظروف الملائمة لعلاج المرضى". وفي جوابه عن سؤال الشروق اليومي بخصوص ملابسات الحادثة، صرّح مدير المستشفى الجامعي بحي بلاطو في وهران، أثناء ندوة صحفية عقدها بمقر المديرية العامة للمستشفى، أن "تشويه جرذ لجثة مريض داخل مرحاض بمصلحة الأمراض الصدرية، ما كان ليحدث لولا بُعد دورات المياه عن غرف المرضى"، مضيفا بأن الهندسة المعمارية القديمة للمستشفى الذي شيد في 1877 جعلت من المراحيض بعيدة لمسافة طويلة، ما خلق صعوبات جمّة للمرضى والطاقم الطبي الذي يسهر على علاجهم، وقد دفعت هذه الحادثة المؤسفة إلى "إطلاق حملة كبيرة لإبادة الجرذان التي غزت المستشفى"، مع تخصيص مشاريع تهيئة وترميم لجميع المصالح الطبية، وإحداث تغييرات على هندستها المعمارية بما يسمح بإنجاز مراحيض داخل قاعات المرضى. بقدوس عبد القادر المعين منذ 4 أشهر على رأس المديرية العامة للمستشفى الجامعي بوهران، تحدث بكل موضوعية عن النقائص التي تعانيها هذه المؤسسة الاستشفائية الضخمة، معترفا بمسؤولية الإدارة في الفضيحة التي هزت مصلحة الأمراض الصدرية، كونها لم تستطع توفير الشروط اللازمة لضمان رعاية طبية في المستوى للمرضى، علما أن ممرضين اثنين وعوني أمن ينتمون إلى ذات المصلحة أودعوا الحبس الاحتياطي بسبب هذه الحادثة التي وقعت في ال27 ماي الماضي، واكتشفها مريض بالصدفة، إذ عثر على جثة لزميله يعاني من مرض السل، ملقاة في المرحاض وجرذ ينهش أذنه، ليتبين في الأخير أن الضحية أمضى ما يقارب ال6 ساعات هناك دون أن يتفطن له أحد، هذا وفي معرض الحديث عن الصعوبات التي تواجه إدارة المستشفى الجامعي لتقديم خدمات طبية في المستوى للمرضى الذين يقصدونها من ولايات الجهة الغربية، أكد ذات المصدر أن الضغط الرهيب الذي تشهده مختلف المصالح الطبية وفي مقدمتها الاستعجالات، أعطى صورة سيئة عن المستشفى والطاقم البشري الذي يؤطره، ما دفع إلى إطلاق مشاريع لامتصاص هذا الضغط، كتشييد مصلحة استعجالات طبية جراحية في شكل مستشفى صغير بغلاف مالي قدره 150 مليار سنتيم، مصلحة جديدة للأمراض التعفنية ب20 مليار سنتيم، بالإضافة إلى ترميم عدد من البنايات المهترئة التي تحتضن المصالح الطبية، واقتناء تجهيزات طبية لصالح مرضى القصور الكلوي. ويشار إلى أن مدير المركز الإستشفائي الجامعي بعاصمة غرب البلاد، ذكر في سياق آخر أنه سيتصدى لجميع الممارسات غير المشرفة الصادرة من الطواقم الطبية تجاه المرضى، وأنه أعطى تعليمات صارمة لضمان استقبال جيد لهم، في حين أكد على بعض التصرفات الصادرة من غرباء عن المؤسسة الاستشفائية، حيث تم توقيف لصوص ومحتالين تسللوا إلى داخل المصالح الطبية وادعوا أنهم أعوان، طالبين من المرضى تقديم أموال لتمكينهم من التحاليل وفحوص الأشعة، التي هي في الأصل مجانية.