صرّح أوّل مدير المستشفى الجامعي بوهران، بقدوس عبد القادر، أنّ مصالحه وضعت استراتيجية لتجاوز مختلف النقائص التي تعرفها أكبر مؤسّسة استشفائية بعاصمة الغرب، من خلال عدّة مشاريع هامّة، مضيفا في نفس السياق أنّ إدارة المستشفى تتحمّل جانبا من المسؤولية بخصوص فضيحة تشويه جرذ لجثّة مريض بداء السلّ، مؤكّدا أنّه ترتّب عن ذلك »إطلاق حملة واسعة لإبادة الجرذان وإعادة تهيئة مختلف المصالح«. فصّل المدير العام لمستشفى وهران في ندوة صحفية بمقّر المؤسّسة، في حصيلة النشاطات والبرامج التي عرفها المستشفى خلال سنة 2009، لينطلق على أساس النقائص المسجّلة في الإعلان عن برامج أخرى أكثر أهميّة ستخفّف الضغط عن المستشفى الذي يستقبل المئات من الحالات المرضية من ولايات الغرب يوميا، وعلى سبيل المثال ذكر مدير المستشفى أنّ مصلحة الاستعجالات تعرف ضغطا كبيرا، حيث سجّلت العام الماضي، 6028 عملية جراحية أي بما يعادل 16 عملية جراحية يوميا، فيما بلغ عدد الوفيات بهذه المصلحة 462 حالة وقد تمّ تزويد المصلحة بعدّة أجهزة هامّة مثل »السكانير وإكوغرافي وفيبروسكوبي«، في انتظار تدعيمها بأجهزة أخرى، ويحمل البرنامج المستقبلي، إنشاء مصلحة كبيرة للاستعجالات بمثابة مستشفى صغير بقيمة مالية تفوق 156 مليار سنتيم، مزوّدة بمصلحة للإنعاش ومخبر للتحاليل بقيمة 30 مليار سنتيم، ومصلحة للأمراض المعدية والتعفنيّة بقيمة 20 مليار سنتيم إضافة إلى دعم مصلحة تصفية الدم ب 20 جهازا وتكوين 120 ممرّض شبه طبّي سنويا لتزويد مختلف المصالح بهم تبعا للنقص الحاصل، وأكّد مدير المستشفى الذي لم يمض على تعيينه غير 4 أشهر بعدما كان سابقا في مستشفى تيزي وزو، أنّ مستشفى وهران يعاني عجزا فادحا من حيث التجهيزات والأسرّة على مستوى مختلف المصالح، وأنّ »قيمة 30 مليار سنتيم التي تمّ تخصيصها لهذا الجانب لا تكفي لتغطية إلاّ 20 % من الحاجات«. فيما تقدّر الميزانية السنوية للمستشفى ب 200مليار سنتيم بينما تقدّر الاحتياجات الفعلية ب 300 مليار سنتيم الأمر الذي جعل المستشفى يغرق في الديون بمجموع 70 مليار سنتيم للصيدلية المركزية فيما يتعلّق باقتناء الأدوية، وبخصوص الحادثة التي اهتزّ لها المستشفى مؤخّرا والتي تتعلّق بالعثور على جثّة مريض كان يعاني من داء السلّ، داخل مرحاض بمصلحة الأمراض الصدرية وعليها آثار التشويه من قبل الجرذان، أفاد مدير المؤسّسة بقدوس عبد القادر، أنّه »لا يمكن تحميل المسؤولية للأطباء وأنّ الإدارة مسؤولة كذلك»، نظرا لعدم تهيئة المصالح ووجود المراحيض بعيدة عن قاعات العلاج، الأمر الذي جعل المريض يختفي 6 ساعات دون أن يتفطّن له أحد، مع الإشارة إلى أنّ القضيّة يتابع فيها ممرّضان وعونا أمن أودعوا الحبس الاحتياطي وتمّ محاكمتهم الأسبوع الماضي، وأضاف ذات المصدر أنّ منشأة المستشفى جدّ قديمة وتعود إلى العهد الاستعماري وليست مطابقة للمقاييس ومن أجل ذلك سيتّم إعادة تهيئة مختلف المصالح مستقبلا وإزالة البنايات التي لا تصلح للترميم حسب المخطّط الخماسي 2010- 2014، كما تمّ إطلاق حملة لإبادة الجرذان، بينما تعاني مصلحة الأمراض الصدرية من ضغط كبير، حيث استقبلت العام الماضي 1341 مريض مصاب بالسرطان أي بمعدّل 60 مريض يوميا يحتاج كلّ منهم إلى 20 دقيقة للعلاج بالأشعّة، فيما »ينتظر 500 مريض بالقائمة لم يتّم برمجتهم لحدّ الساعة، وسيتّم حسب المدير محاولة امتصاص نحو 40 مريض أسبوعيا بنفس الإمكانيات»، بينما يخصّص غلاف مالي قدره 90 مليار سنتيم فقط لاقتناء أدوية السرطان وهو ما يعّد عجزا كذلك، ومن أكثر المصالح التي تعرف ضغطا هي مصلحة العظام التي تستقبل أزيد من 218 ألف مريض سنويا أي ما يعادل 598 مريضا يوميا، يخضع بينما أجريت نحو 628 عملية جراحية مستعجلة بمعدّل 16 عملية يوميا، زيادة على ذلك فإنّ معدّل الوفيات بمصلحة التوليد بلغ 100 رضيع في كلّ 100 ألف ولادة وقد تمّ تخصيص قسم خاصّ للمتابعة الصحيّة للرضّع، وأضاف المتحدّث أنّه على جميع الطاقم الطبيّ توفير الاستقبال الجيّد للمرضى وأنّ الإدارة لن تتهاون في معاقبة المسؤولين عن أيّ تجاوز قد يحصل، مشدّدا على ضرورة الحرص على سلامة المرضى وأمنهم تبعا للحادثة التي وقعت مؤخّرا إذ قام أشخاص مجهولون بسرقة الهواتف النقّالة الخاصّة بالمرضى وطلب الأموال منهم لإجراء التحاليل والفحوصات لهم منتحلين صفة أعوان أمن، في حين أنّ هذه الفحوصات مجّانية، وبناء على ذلك تمّ تشديد التغطية الأمنية على مستوى المؤسّسة، كما »سيتّم توظيف طبّاخين يتكفّلون بتقديم الطعام للمرضى بدلا من عاملات النظافة».