تشهد العديد من ولايات الوطن منذ فترة حالات من الغضب الشعبي الذي كثيرا ما ينتهي بالشارع في أحداث شغب وغلق للطرقات، بسبب المشاكل الاجتماعية وغياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة. وهو وضع أصبح غير مقتصر على الولايات الداخلية فقط، إنما طال حتى المدن الكبرى. * أكثر من 50 احتجاجا سجلته 5 ولايات فقط معروفة بكثرة الاحتجاج خلال شهر واحد فقط، أسفرت في مجملها عن غلق الطرق الوطنية، والمؤسسات الحكومية كمقرات البلديات، الدوائر ومكاتب الجزائرية للمياه. * أسباب متعددة حوّلت الشوارع الهادئة إلى ميادين لصبّ الغضب، وعلى رأسها مشكل المياه الذي لم يجد طريقه للحل منذ سنوات بالعديد من ولايات الوطن، ويتخوف السكان من استمراره خلال شهر رمضان. الشروق اليومي وقفت على هذا المشكل الذي أصبح يؤرّق حياة السكان، ويخيف المسؤولين الذين يصبحون ويمسون على وقع حالات من الفوضى تزعج هدوءهم. * ولاية بومرداس سجّلت لوحدها حوالي 15 احتجاجا خصّت في معظمها مشكل انقطاع المياه، رغم ما ترصده الولاية من أغلفة مالية لقطاع الري، وبناء خزانات المياه، وربط البلديات بالسدود حتى من خارج الولاية. ومع ذلك يغيب الماء عن حنفيات الكثير من المناطق، خاصة المعزولة منها، على غرار شعبة العامر، عمال، أعفير، جنات وغيرها من المناطق، التي تضطر لقطع مسافات طويلة لشراء صهاريج المياه التي يتجاوز سعرها في بعض الأحيان 1500 دج. وقد شهدت الطرق الوطنية احتجاجات كثيرة من طرف السكان، الذين يقومون بغلقها مستعملين المتاريس والعجلات المطاطية التي يضرمون فيها النيران. فضلا عن انتقال الاسحتجاجات إلى مقرات البلديات والدوائر. وما يثير الاستغراب أن معظم الاحتجاجات تنتهي بتلبية مطالب هؤلاء السكان على غرار ما حدث مؤخرا ببلدية سيدي داود، ما يعني بالمقابل أن غياب الماء مشكل متعلق بإرادة إدارية فقط. * بجاية هي الأخرى تعيش على صفيح ساخن منذ أيام، فقد قام سكان 12 قرية في بلدية واد غير بغلق الطريق لمدة أكثر من 5 ساعات تنديدا بالمشاكل اليومية التي يتخبط فيها سكان هذه القرى الذين يفتقرون لأدنى خدمات التنمية، كما أقدم أمس سكان حي تالة مرخة ببلدية بجاية لقطع الطريق تنديدا بما أسموه بالتهميش وسياسة الكيل بمكيالين وتدخلفي إصلاح الطريق وكذلك تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب. هذا وقد احتج سكان حي دار الجبل بمدينة بجاية عدة مرات كما قاموا من جهتهم بغلق الجزائرية للمياه بسبب نقص المياه الشرب. * ويخشى أن تتحول بلديات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة إلى مسرح لاضطرابات عارمة مثل ما حدث للبلديات التي غامرت بتفجير قنابل السكن ، المياه، الصحة والطرقات. * هذه الاحتجاجات مست أيضا غلق الطرق الوطنية رقم 09، 12، 26 و75 في ظرف أقل من أسبوع واحد من طرف المواطنين الذين أقدموا غلق هذه الطرق احتجاجا على المشاكل الكثيرة. * ولاية الجلفة ليست أوفر حظّا من نظيراتها، فهي الأخرى عرفت خلال هذه الفترة سلسلة احتجاجات مسّت مختلف البلديات نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، والتي بدورها أثّرت على توزيع الماء الشروب. * وبولاية البويرة أصبح قطع الطرقات وغلق البلديات وسيلة لطلب الغاز والماء والعمل، فقد شهدت الولاية موجة من الاحتجاجات المتواصلة طيلة الأسابيع الفارطة عبر من خلالها المواطنون الغاضبون عن استيائهم وغضبهم الذي دفعهم إلى للجوء إلى قطع الطرقات وغلق مقرات الدوائر والبلديات في خطوة لتبليغ انشغالاتهم وبطريقتهم. * وبولاية تيزي وزو سجلت مختلف المناطق وعلى مدار الأشهر الستة الماضية عدة حركات احتجاجية قام فيها المواطنون بغلق الطرق الرئيسية والفرعية وفي بعض الأحيان المباني الرسمية كالبلديات والدوائر، وفي حصيلة غير رسمية طبعا لما حدث وهذا لكثرتها وصعوبة حصرها فقد تعدّت هذه الاحتجاجات كل التوقّعات ووصلت إلى ما يزيد عن 35 حركة احتجاجية، قام بها مواطنون غاضبون في عدة مناطق من الولاية من أجل المطالبة في غالبيتها بتجسيد مشاريع تنموية حرموا منها بسبب انشغال المسؤولين في تسوية ملفاتهم وأغراضهم الشخصية على حساب مصالح المواطنين، وفي قائمة المشاكل التي دفعت بالمواطنين إلى اتّخاذ هذا النوع من الاحتجاجات نجد الجفاف وندرة المياه وكذا مشاكل نقص المشاريع التنموية المبرمجة وكذا نقص وندرة فرص العمل بالمنطقة، وجدير بالذكر أن أغلب هذه الحركات الاحتجاجية أتت بثمارها وتمكن المواطنون في عديد من المرات من الوصول إلى مبتغاهم وبالتالي الحصول على بعض الأجزاء من مطالبهم، وهو الأمر الذي سمح بتشجيع المواطنين الآخرين على القيام بمثل هذا النوع من الاحتجاجات والتي تستجيب لها السلطات المعنية تحت وقع الضغط.