كشف خبراء المخبر الجهوي لمراقبة النوعية والرزم بالجزائر العاصمة، أن أزيد من نصف المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية المستوردة من الخارج منتهية الصلاحية أو توشك على ذلك، مؤكدين على أن الظاهرة ازدادت حدة خلال السنوات الأخيرة بسبب التحرير الفوضوي لقطاع التجارة الخارجية، وعدم وجود معايير قاسية تنظم دخول المواد والسلع الغذائية من الخارج إلى الجزائر. * وأكد خبراء المخبر الجهوي لمراقبة النوعية والرزم بالجزائر العاصمة، في حديثهم لوزير التجارة مصطفى بن بادة الذي زار المركز، أن حوالي 30 بالمائة من المواد التي تتعرض لعمليات التحليل عادة ما تكون غير مطابقة سواء بالنسبة للمواد الغذائية ذات المصدر النباتي أو ذات المصدر الحيواني، مما يشكل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين وخاصة أمام تراجع الثقافة الاستهلاكية وعدم التزام المواطنين الجزائريين بالانتباه للملصقات الموجودة على علب المواد الغذائية أو قارورات المواد السائلة من مشروبات أو زيوت أو حتى مواد مضافة مثل الخل والمايونيز. * وكشف المختصون على مستوى المخبر الجهوي عينات غريبة لحالات وطرق وتقنيات الغش المعتمدة في تصنيع المواد الغذائية وكيفيات التحايل على المستهلكين وعلى سلطات الرقابة، وأهم الحيل المعتمدة في تصنيع مواد غذائية تسبب تسممات خطيرة بالإضافة لمختلف أنواع السرطان الذي أصبح منتشرا بكثرة في المجتمع الجزائري منذ لجوء الحكومة إلى تحرير قطاع التجارة الخارجية لكل من هب ودب قبل توفر الحكومة على الإمكانات الضرورية للمراقبة، وخاصة مراقبة المواد الغذائية. * وأمام الارتفاع الرهيب لأسعار السكر في الجزائر خلال السنوات الأخيرة أصبحت شركات تصنيع المشروبات تلجأ إلى استعمال مختلف أنواع المحليات الصناعية ومنها السربيتول، سكارين والذيلتول والسكارين، الاسبارتام، السلفام بوتاسيوم، الثيوماتين، بدل السكر الطبيعي (سكروز) على الرغم من خطورتها على الصحة البشرية وخاصة على صحة الأطفال والنساء الحوامل والمصابين بالسكري المرتبط بالأنسولين، نظرا لخطورتها الشديدة في حال تجاوز الكميات المنصوح بها طبيا، موضحين أن هذه المواد لها قوة تحلية تعادل 400 مرة قوة التحلية في السكر العادي، وهو ما يمكن هذه المؤسسات من تحقيق أرباح طائلة على حساب صحة المستهلكين، وبالإضافة إلى الجانب التجاري في اللجوء لاستعمال هذه السكريات المحليات الصناعية والسكريات الكحولية البديلة عن السكر إلا أن الكثير من المؤسسات التي تقوم بتصنيع مواد غذائية ومشروبات تخشى حدوث تخمر في تلك المواد وبالتالي سرعة تلفها عند إضافة السكر العادي (السكروز). * وكشف مدير المخبر الجهوي بالعاصمة أن الجزائر تحتل الصدارة في مجال الغش وتقليد المنتجات سواء المواد المصنعة محليا أو المستوردة متبوعة بولاية البليدة التي تنتشر فيها أيضا ظاهرة تصنيع مواد غذائية مغشوشة ثم ولاية تيزي وزو، مشيرا إلى أن ظاهرة المواد الغذائية المغشوشة والمنتهية الصلاحية لا تقتصر على المواد المحلية الصنع بل ترتفع أيضا كلما تم التركيز على المواد المستوردة سواء بالنسبة للمواد ذات المصدر النباتي أو الحيواني، حيث كشف مصدر من مديرية التجارة أن أزيد من 50 بالمائة من المواد الغذائية المستوردة هي مواد سواء انتهت مدة صلاحيتها أو هي على وشك الانتهاء مما يدفع بالشركات المصنعة لها في أوروبا أو آسيا إلى تخفيض أسعارها بنسب تصل إلى 75 بالمائة، مما يزيد من إقبال شركات الاستيراد الجزائرية عليها لتصل للجزائريين وهي منتهية الصلاحية. * وكشف المختصون على مستوى المخبر أن بعض الحيل التي يتم اللجوء إليها في مجال تصنيع الأجبان تتمثل في إضافة مواد ذات مصدر نباتي في صناعة الجبن على الرغم من أن الجبن مصدره حيواني 100 بالمائة، حيث يقوم البعض بإضافة "المارغارين" وبعض أنواع العجائن، كما تقوم بعض الشركات المستوردة باستيراد خل مغشوش من سوريا على أساس أنه خل التفاح ولكنه في الحقيقة لا علاقة له بالتفاح لأنه مصنوع من الكحول مباشرة، والأغرب أن الشركة تقوم بإلصاق أحاديث نبوية شريفة على المنتج.