السؤال : ما هي أركان الصيام؟ . الجواب: للصيام ركنان، أحدهما: النية، فلا يصح الصوم إلا بنية كسائر العبادات لقوله تعالى : "وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"سورة البينة:5، وللحديث المتفق عليه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى " ، والركن الثاني : الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس . * السؤال : ماذا يشترط في نية الصوم لتصح؟ . الجواب: يشترط لصحة نية الصوم شرطان هما: أولا: تعيين الفعل، بأن يقصد بقلبه الصوم مع تعيينه أنه فرض رمضان، أو قضاء، أو نذر، أو كفارة، أو نفل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". وإذا نوى الصوم تقربا إلى الله تعالى من غير تعيين انعقد تطوعا ولا يصح عن الفرض، وكذا إذا نوى الصوم ولم يدر بعد ذلك هل نوى التطوع أو القضاء أو النذر انعقد صيامه تطوعا . والشرط الثاني: عقدها بالليل، أي من الغروب إلى الفجر، سواء كان الصوم فرضا أو تطوعا، لما رواه أصحاب السنن بسند صحيح عن حفصة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ". السؤال : هل المطلوب مني إذا نويت الصيام أن أتلفظ بالنية؟ . الجواب: يكفيك استحضار نية الصوم في قلبك من غير تلفظ، لأن التلفظ بالنية غير مشروع وهو من المكروهات، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلفظ بالنية، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولا استحبه الأئمة المقتدى بهم رحمهم الله. السؤال : نسمع أحيانا من بعض الأشخاص يقولون وخاصة في حالة الغضب : لست صائما، أو بطلت صيامي، فهل هذا يبطل صومه أولا؟ الجواب: من شروط النية استصحابها حكما من الفجر إلى الغروب، فلا يأتي بما ينافيها، فلو نوى الفطر وهو صائم بطل صومه ولو لم يتناول شيئا من المفطرات لقوله صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، والشخص الذي يقول: لست صائما، أو يقول: بطلت صيامي، ننظر إلى قصده، فإن نوى إبطال صومه وعدم إتمامه فله ما نوى ويلزمه القضاء، وإن لم ينو البطلان صح صومه ولا يلزمه شيء . السؤال : بعض الناس ينامون في شهر رمضان معظم ساعات النهار ومنهم من لا يستيقظ إلا عند الإفطار، فهل صيام هؤلاء صحيح؟ . الجواب: ليس من مبطلات الصوم النوم في النهار ولو طالت ساعات النوم، غير أنه لا يفعل ذلك إلا الكسالى ضعاف الإيمان المتثاقلون عن العبادة، والفقهاء يقولون: صوم النائم صحيح، غير أن مسألة الأجر على الصيام وقبوله ترجع إلى الله، وهو القائل في كتابه العزيز: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"، وليس من صفات المتقين إيثار الدعة والراحة والخلود إلى النوم والركون إلى الخمول، بل تراهم يعمرون أوقاتهم بذكر الله وإقام الصلاة ويسارعون في الخيرات، ويكفي هؤلاء النائمون الغافلون قبحا أنهم يضيعون الصلاة وحضور الجماعات، ويفوتون على أنفسهم فرصة رمضان حيث تمر أيامه سراعا وتنقضي ولا تغفر ذنوبهم . السؤال : هل تجزئ نية واحدة لصيام رمضان؟ . الجواب : نعم تجزئ نية واحدة لجميع شهر رمضان، وكذا الصيام الواجب التتابع كالكفارات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى " ، وهذا قد نوى كل الشهر فله ما نوى . ولأن شهر رمضان لما كان متتابعا كان في حكم العبادة الواحدة، بدليل ما جاء في قوله تعالى: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" البقرة: 185، وذلك يقتضي صيام كل الشهر ليله ونهاره، ثم خصص الليل من وجوب الصوم وبقي النهار على الأصل. السؤال : ما هي المفطرات التي يجب الإمساك عنها؟ الجواب: المفطرات التي يجب على الصائم الإمساك عنها تسعة، ثلاثة مجمع عليها وهي الأكل والشرب والجماع وهي المذكورة في قوله عزّ وجل: "فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " سورة البقرة : 187 . وباقي المفطرات محل خلاف والمشهور وجوب الإمساك عنها لأنها ملحقة بالثلاثة المتقدمة وهي: إيصال شيء جامد إلى المعدة ولو كان غير طعام، وإيصال شيء مائع إلى الحلق أو المعدة من أي منفذ كالفم أو الأنف أو العين، وإيصال بخار تتكيف به النفس إلى الحلق أو المعدة كبخار القدر ودخان التبغ، وتعمد إخراج المني في حال اليقظة بلذة معتادة سواء تعمد إخراجه بالقبلة أو اللمس أو الضم أو باللعب بالذكر باليد أو غيرها أو بالتفكر والنظر ونحو ذلك، وتعمد إخراج المذي بمقدمات الجماع أو النظر أو الفكر، فإن تعمد إخراجه فسد صومه ووجب عليه القضاء . ويزاد على هذه المفطرات تعمد القيء وأما إن غلبه فلا يبطل صومه إلا إذا رجع منه شيء، لما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ " .