شدّ انتباهنا أول أمس، حضور عدد هام من إطارات مديرية الشؤون الدينية ضمن باقي أفراد الوفد الرسمي المحلي المستقبل لبعثة الأهلي المصري بفندق "عمراوة "السياحي بأعالي مدينة تيزي وزو، ولدى استفسارنا عن سرّ هذا الأمر لدى مدير الشؤون الدينية السيد "صايب محند أويدير" أكّد هذا الأخير أن تزامن المباراة مع شعائر شهر رمضان المعظم وأجواء الصيام ومختلف العبادات، فرض على مصالحهم التدخل لتوفير أحسن الظروف والأجواء لجميع أفراد البعثة المصرية لراحتهم ولتسهيل أداء مختلف شعائرهم وعباداتهم بالفندق، * وحسب المدير، فقد تم إعداد مصلى خاص للبعثة المصرية بالفندق ألحق به إمام خاص يقيم بالفندق للإمامة في كل أوقات الصلاة جماعة، مضيفا أن المديرية عكفت كذلك على توفير جميع الظروف للإخوة المصريين لأداء صلاة الجمعة بالمصلى الخاص للفندق، وفي سؤال خاص حول المياه المرقية من طرف مدير الشؤون الدينية شخصيا ورُشّت على مرمى فريق هيرتلاند النيجيري دقائق فقط قبل هدف فوز الشبيبة، أضاف المدير ضاحكا أن تلك المياه لم تكن سوى بركة وأن الهدف جاء من اجتهاد اللاعبين فوق الميدان. * * مسلمون في ملاعب أوروبا * محمد تشيتي.. سفير الاسلام في ثلاثة بلدان * * ربما هو واحد من اللاعبين الذين لم تسلط نحوهم الأضواء بشكل كبير على الرغم من مهاراته الكروية الكبيرة، فاللاعب المسلم محمد تشيتي هداف من طراز نادر، زميل مهدي لحسن في فريق سانتندير، يصنع العجب العجاب في الملاعب الاسبانية بل يعد اللاعب الأكثر تميزا في فريقه. * البورندي "محمد تشيتي" الشهير بمحمد "ميمي" مهاجم صاروخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنطلاقته مخيفة للغاية، يمكنه التغلب على أي دفاع إذا كان يرى هذا الدفاع نفسه سريعاً، أما لو تعقل في التعامل معه فيمكنه إيقافه. * ينقل تشيتي عن المسلمين تلك الصورة الجميلة من فنيات ومهارات كروية كبيرة وحسن الاخلاق خارج الميدان من حسن الخلق وصيام رمضان، لكن يجد نفسه مجبرا في الكثير من الاحيان للإفطار ايام المباريات. * محمد تشيتي سريع جداً، سرعته ربما تفوق روبيرتو كارلوس في أوج عطاء ترسانة صواريخ ريال مدريد في ال15 عاماً الماضية. * ولد محمد تشيتي في إحدى الدول الإفريقية الفقيرة جداً، وهي دولة "بورندي" لكن أصوله رواندية، حيث ذهب والداه للعيش في بورندي ليولد هناك في31 جانفي عام 1984 في مدينة "بوجمبورا". * استطاع الحصول على الجنسية البلجيكية والإنضمام للمنتخب البلجيكي إذا قدم المستندات الكاملة لأنه لم يلعب مع بورندي، وهذه قصة سنعرضها في نهاية الحلقة بالتفصيل. * قبل سفر تشيتي إلى بلجيكا بدأ حياته المهنية بممارسة اللعبة الشعبية الأولى في العالم في مسقط رأسه مع نادي "رينجرز" المعروف الآن باسم "نياكابيجا"، وظهر بمستوى جيد أهله للإنضمام لنادي "الأمير لويس" عام 2001 في بورندي. * وحصل تشيتي على الجنسية البلجيكية يوم11جويلية 2008 رغم انه تقدم بطلب الجنسية منذ عامه الثاني مع نادي ستاندر لييج. * وكان قاب قوسين أو أدنى من الظهور هذا العام مع منتخب بلجيكا بعد تلقيه إستدعاءً رسميا من مدرب المنتخب "رينيه فاندريكن" من أجل مساعدة بلجيكا على التقدم في تصفيات كأس العالم 2010 التي خسرت فيها مؤخراً على يد إسبانيا (5 / صفر)!! * ولكن مسئول في الاتحاد البورندي لكرة القدم أفسد الأمر عليه وقام بتقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم، يؤكد فيها ان (تشيتي) شارك مع منتخب بورندي تحت 20 عاماً في بطولة (كأس سيكافا) عام 2000 فلم يقدم اللاعب تظلم او ما شابه لذا لم تحل القضية بعد، وبأي حال من الأحوال يمكن لتشيتي تمثيل منتخب بلجيكا أو رواندا الأول، طالما لم يمثل حتى الآن أي منتخب للكبار. * إخلاصاً لدينهم وفرقهم * اللاعبون المسلمون في أمريكا يكافحون في شهر رمضان * * يخفي معظم اللاعبين المسلمين في أمريكا صومهم كما حدث مع حسن ميد الذي فاز بالمركز الأول في سباق مينابوليس ساوث للضاحية أثناء تأديته فريضة الصوم، وهو أمر لم يعلم به زملاؤه ولا مدربه، ويقول حسن الذي يرتدي شارة الفريق: "أحرص على إبقاء صومي سرا كي لا يعتقد الآخرون أنني أناني وديني يضر بالفريق، أنا أضغط على نفسي في الرياضة لأنني أعرف جيدا ما يتوقعه مني زملائي والمدربون، رمضان يؤثر في أداء اللاعب لكنه ليس شماعة يعلق عليها اللاعب إخفاقاته". * * العلم يؤكد لا تعارض بين الصوم والرياضة * * يستيقظ مبارك موسى قبل الفجر كي يشرب ويأكل ثم يصلي الفجر، قبل التوجه للمدرسة ثم التمرن ساعتين مع فريق الضاحية لألعاب القوى دون طعام أو شراب حتى الساعة السابعة والنصف مساء، وموسى واحد من كثير من اللاعبين المسلمين الذين يحرصون على صيام شهر رمضان كل عام ويكافحون من أجل الموازنة بين متطلبات دينهم ومهنتهم. * ويتطلب الجمع بين ما يفرضه الدين من طاعة وما تفرضه الرياضة كمهنة قوة بدنية وذهنية أعلى مصدر قلق لأسر هؤلاء الرياضيين ومدربيهم حتى أن بعض الآباء يمنعون أبناءهم من ممارسة رياضتهم المحببة أثناء شهر الصوم. غير أن الطبيب براد موسر - المختص في صحة الرياضيين في جامعة مينيسوتا - أكد أنه لم يلاحظ أية مشاكل ذات أهمية في الجمع بين الرياضة والصوم بين الرياضيين المسلمين في المدارس الثانوية وأن معظمهم استطاعوا الموازنة بنجاح بين الإثنين. * * ديني أهم من الرياضة * * ويقول موسى: "ديني أهم من سباق الضاحية بكثير، لكنني أحرص على الجري، لأنني أريد الفوز ببطولة الولاية وبذلك أحصل على منحة جامعية، لا أريد شطب أي من الأمور المهمة في حياتي، ويختار موسى الذهاب إلى المكتبة في الاستراحات بين الدروس لأنه على حد قوله لا يستطيع مشاهدة الآخرين وهم يأكلون، ويضيف موسى: "أشعر ببعض الدوار عندما أجري وخصوصا في الأيام الأولى". أما مدرب مدرسة "مانكاتو إيست" للبنين جيراد أسبيلند الذي بدأ العمل مع اللاعبين المسلمين منذ 6 سنوات فيقول: "كانت متابعة الأولاد وهم يصومون أثناء التمرينات يسبب قلقا وخوفا عليهم، لذا أزودهم بمناشف مبللة بالماء البارد ليضعوها على رؤوسهم وأعناقهم ليخفف وطأة العطش عنهم" . وتشاطره الرأي تينا كوشافا التي تدرب فريق كرة قدم في مدرسة كولومبيا هابتس، حيث يشغل المسلمون 90 في المائة من الفريق وتقول: "أحرص على مراقبة الساعة أثناء المباريات كي أسمح للاعبين بالإفطار عندما يحين وقته ممارسة الرياضة والصوم في آن واحد ليس مفيدا من الناحية البدنية، أنا أحترمهم لأنهم يقومون بفروض دينهم، لكن من وجهتي نظري كمدربة أرى أن الصوم يعارض ما نعلمه للأطفال". * * أبيدال وكيتا لن يصوما رمضان وديارا يفكر * سفيان فاغولي يتكتم عن صوم رمضان خشية فقدان مكانه * * قال الجزائري سفيان فاغولي لوسائل الإعلام الاسبانية انه لم يحدد موقفه من صيام شهر رمضان، وذلك تفاديا للإحراج الذي سيقع فيه في ناديه الجديد فالنسيا بعد أن انضم إليه حديثا. * وقال الفرانكو جزائري سفيان فاغولي أنه لم يحسم موقفه بعد في محاولة لإبعاد الأضواء التي تسلط عليه وخشية تأثير ذلك على قرارات المدير الفني في الفريق وإبعاده من التشكيلة الأساسية. * من جهته لم يجد اللاعب التركي محمد توبال أي حرج ليعلن انه سيصوم شهر رمضان بالكامل طالما انه ملتزم بأداء الشعائر الدينية رغم انه يلعب في نفس الفريق، كما أكد لاعبو "الليغا" الإسبانية المسلمون أن الصيام سيكون صعباً على بعض اللاعبين وسهلاً على البعض الآخر، بينما تمسك آخرون بالصيام تحت أي ظروف. وأكد معظم اللاعبين أن الصيام سيكون صعباً في ظل درجات الحرارة العالية، والذي قد يسبب المزيد من المشاكل للاعبين، خاصة في تلك الأيام التي تسبق الموسم الجديد. وأشار لاعبا برشلونة سيدو كيتا وإريك أبيدال في اجتماع مع بيب غوارديولا إلى أنهما لن يصوما رمضان حتى لا يؤثر ذلك في التدريبات، أما مامادو ديارا لاعب ريال مدريد فقد أكد أنه سيصوم إذا لم يؤثر ذلك في مستواه في التدريبات طوال ال30 يوما. * يُذكر أن الموسم الجديد سيبدأ في أواخر شهر رمضان، إذ سيخوض اللاعبون مبارتين في الدوري بجانب كأس السوبر خلال رمضان. * * حدث في رمضان * حناشي وقصة الإمام في سفرية الكاميرون * * يعود فريق شبيبة القبائل غدا إلى المنافسة القارية في سهرة رمضانية ليعيد للأذهان الأيام الجميلة التي صنعها هذا الفريق في الشهر الفضيل، خاصة وأنه مقبل على لقاء الأهلي المصري في مباراة قوية. * ويحتفظ عشاق الكناري بحادثة طريفة للفريق قبل تنقله للكاميرون للعب مباراة الإياب من نهائي كأس الكاف في سنة 2002 حينما أصر اللاعبون على أداء فريضة الصيام رغم أنهم في حالة سفر، وينتظرهم كثير من المشاق، وهو ما اضطر برئيس الفريق محند شريف حناشي إلى إحضار احد الأئمة المعروفين ليفتي للاعبين بجواز الإفطار أثناء السفر. * وحاول الإمام أن يقنع اللاعبين بإمكانية الإفطار بحجة أنهم في سفر، لكن اغلب اللاعبين لم يقتنعوا بذلك وأصروا على لعب المباراة وهم صيام، حتى أن ابراهيم زافور تقيأ بين شوطي المباراة، بينما اضطر آخرون إلى شرب المياه أثناء المباراة، خاصة وان المباراة لعبت في عز النهار حيث تشتد درجة الحرارة.