غضب شعبي في العديد من الدول الإسلامية تصاعدت موجات الغضب الشعبي في مختلف الدول الإسلامية خلال اليومين الماضيين احتجاجا على الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون داخل الولاياتالمتحدة، خاصة بعد تهديد قس متطرف بإحراق نسخ من القرآن في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي صادفت نهار السبت. * وأصدر القس تيري جونز تصريحات متضاربة، حيث أعلن الجمعة -عقب اتصال تلقاه من وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس- أنه ألغى خطته لحرق نسخ من القرآن الكريم بعد توصله لاتفاق مع إمام مسجد نيويورك لنقل مشروع بناء المسجد من موقعه الحالي، لكنه تراجع لاحقا، وقال إنه علق خطته ولم يلغها، وقد يعيد النظر في تنفيذها . وقد انتهز المسلمون داخل الولاياتالمتحدة وخارجها يوم العيد الذي صادف نهار الجمعة وقاموا بالتعبير عن غضبهم من مخطط القس لإحراق القرآن الكريم، حيث أحرق متظاهرون في باكستان وأفغانستان وأندونيسيا وماليزيا والصومال وغيرها من الدول الإسلامية العلم الأمريكي ورفعوا هتافات معادية للولايات المتحدة وهدد المتظاهرون بأن رد فعلهم سيكون قاسيا في حال نفذ هذا القس تهديده . وكان هذا الذي القس يرعى كنيسة في فلوريدا قد أعلن انه يريد إحراق مائتي نسخة من القرآن الكريم تكريما لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة . كما حذر العديد من الخطباء في الدول الإسلامية نهار الجمعة من أي محاولة لإحراق القرآن الكريم واعتبروها " صورة من صور الإرهاب والتشجيع عليه وتهيئة أجوائه " . ومن جهته، اعتبر الرئيس السنغالي عبد الله واد بوصفه رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي تهديد القس الأمريكي بأنه " استفزاز وقح " ، داعيا المسلمين إلى عدم الانقياد له . ودعا واد المجتمع الدولي "إلى العمل في الشكل الأكثر ملاءمة للتصدي للتظاهرات المعادية للإسلام والتي يمكن أن تؤثر تداعياتها سلبا على العلاقات الجيدة الواجب إقامتها بين كل المجتمعات ضمن احترام الاقتناعات الدينية لكل فرد". وحذر رئيس اندونيسيا بدوره من أن خطط إحراق القرآن " تهدد الأمن والسلام في العالم . انه عمل يمكن أن يسيء للوفاق بين الأديان " . وقد تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاحتواء الغضب الشعبي في الدول الإسلامية خوفا من تداعيات مثل تلك الخطوة على الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، ودعا في مؤتمر صحفي له الجمعة إلى الامتناع عن حرق نسخ من القرآن الكريم، وكذلك دعا الشعب الأمريكي إلى التشبث بما سماه التسامح الديني وقال " نحن لسنا في حالة حرب مع الإسلام .. نحن في حرب ضد المنظمات الإرهابية التي شوهت الإسلام أو استخدمت شعار الإسلام للقيام بأعمالها التدميرية " . كما تطرق أوباما إلى الجدل الدائر بشأن بناء مسجد في نيويورك بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر، قائلا إنه يجب السماح للمسلمين بالبناء في أي منطقة يسمح فيها لجماعات دينية أخرى بالبناء . ووسط هذه الأجواء المشحونة أحي الأمريكيون أمس السبت شعبيا ورسميا ذكرى مرور تسعة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر . وبالتزامن مع هذه الذكرى، أصدر المركز التابع لمجموعة التأهب لحماية الأمن الوطني في الولاياتالمتحدة تقريرا يفيد بأن أجهزة الأمن الداخلي الأمريكية غير مستعدة للتعاطي مع التهديدات الطارئة . وقال التقرير انه تم العام الماضي توجيه التهمة أو إدانة على الأقل ل 43 مواطنا أمريكيا أو مقيما في الولاياتالمتحدة على صلة بما سماها بمجموعة إسلامية مقاتلة أو تتبنى فكرا إسلاميا متطرفا بارتكاب جرائم "إرهابية" داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. ويقول التقرير أن الأمريكيين المتورطين في "الإرهاب" في الولاياتالمتحدة لا يشبهون خاطفي الطائرات الذين جاءوا من الشرق الأوسط وهاجموا مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن قبل تسع سنوات. وأشار إلى أن من سماهم الإرهابيين اليوم يأتون من أصول وخلفيات قومية وتعليمية واقتصادية مختلفة .