أكد وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، أن "القليل من البلدان" تمكنت من نسج علاقات تعاون قضائي مع المملكة المتحدة بنفس المستوى "الرفيع" الذي بلغته هذه العلاقات مع الجزائر، بعد التوقيع على أربعة اتفاقات بين البلدين يوم الثلاثاء الفارط. جمال لعلامي تم التوقيع على هذه الاتفاقات، الأولى من نوعها، بمناسبة زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى لندن، وتخصّ هذه الاتفاقات الثنائية، التعاون القضائي في المجال الجنائي والتجاري والمدني وتنقل الأشخاص وإعادة القبول، إلى جانب تسليم المجرمين والمطلوبين قضائيا. الطيب بلعيز، الذي رافق رئيس الدولة إلى لندن، أوضح أن هذه الاتفاقات، التي وصفها "بالهامة للغاية"، من شأنها "تحسين وتدعيم العلاقات" بين الجزائر وبريطانيا، مشيرا في تصريحات صحفية، على هامش زيارته إلى كلية الحقوق بالجزائر العاصمة، أول أمس، حيث تم إجراء مسابقة لقبول موثقين ومحضرين قضائيين جدد، إلى أن "القليل من البلدان بلغت هذا المستوى من التعاون في المجال القضائي". وكان رئيس الجمهورية، قد استقبل خلال هذه الزيارة، من طرف الملكة اليزابيث الثانية، كما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، وكانت لبوتفليقة محادثات مع رئيس مجلس العموم البريطاني وزعماء الأغلبية بغرفتي البرلمان (مجلس العموم ومجلس اللوردات)، كما ألقى خطابا بمقر بلدية لندن (سيتي) أمام أعضاء مجموعة الأعمال البريطانية، تحدث فيه عن مسيرة الإصلاحات في الجزائر. وقد مكنت هذه الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها، لرئيس دولة جزائري إلى المملكة المتحدة منذ الاستقلال، من توضيح العلاقات الثنائية التي يريدها البلدان أن تكون "استراتيجية"، كما كانت فرصة لاستكمال مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بشتى الميادين، مما يسمح بفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، وكانت أيضا مناسبة للتوقيع الرسمي على أربع اتفاقيات تتعلق بتسليم المجرمين والتعاون القضائي. وسمحت الزيارة من جهة أخرى، بتوسيع التعاون إلى مجالات الدفاع والأمن، إذ أعلن الجانبان النية المشتركة في توقيع مذكرة تفاهم ثنائية حول الدفاع والأمن طبقا للالتزامات الدستورية خلال السنة الجارية.