استعمال بشع للإسلام و للعروبة الحلقة الثالثة عشرة 1 - أرق الحدود البرية المغلقة منذ 16 عاما: غلق الحدود البرية من الطرف الجزائري، هو أبرز ما يؤرق المخزن المغربي في هذه المرحلة، بسبب الخسائر الضخمة التي يتكبدها جراء القرار الذي كان رد فعل طبيعي على فرض التأشيرة التي أقدم عليها المغرب من دون سابق إنذار ومن جانب واحد، بعد تفجيرات مراكش في أوت 1994التي سارعت في توجيه الاتهامات للجزائر كأن الأمر مبيّت من قبل، وقد قدرتها بعض المصادر في 2007، ب4 ملايير دولار سنويا، من إيرادات التجارة والسياحة خاصة بالمدن الساحلية المغربية الواقعة على الحدود مع الجزائر، والتي تحولت فنادقها إلى شقق للكراء لصالح العائلات بعدما تراجعت مداخيلها بشكل مذهل. والرقم المذكور قد تجاوز 5 ملايير دولار في مارس من السنة الجارية، حسب تقديرات الدكتور فارس مسدور الخبير في الشؤون الاقتصادية. * ولهذه الأسباب ظل الملك المغربي محمد السادس يترجى ويستعطف من حين لآخر السلطات الجزائرية أن تفتح الحدود البرية، ويحذو حذوه الكثيرون من المسؤولين المغاربة، الذين لا يجدون فرصة إلا ويطالبون أن تقدم الجزائر على قرار إعادة المياه إلى مجاريها، بل صار بعضهم يستغلّ حتى قوافل الإغاثة الإنسانية لغزّة من أجل تحقيق الهدف لوضع حلّ للحدود الموصدة منذ16عاما. * وبعدما ظلت تلك النداءات تقابل بموقف صارم ونهائي من قبل السلطات الجزائرية، اتجهت المخابرات المغربية نحو نشاطات أخرى مثل عمليات سبر الآراء عبر المواقع الإلكترونية للصحف مثل "الجزائر تايمز" التي أجرت ذلك في جويلية 2009، وصوت 2155 أغلبيتهم الساحقة من المغاربة لصالح الفتح الفوري للحدود، 1668 لطرح آخر بينهم 1149 لصالح التأجيل و519 لصالح الرفض المطلق. * بدورها جريدة "العلم" الناطقة باسم حزب الاستقلال الحاكم الذي يتزعمه الوزير الأول عباس الفاسي، أجرت استفتاء خلال هذا الصيف من 2010 ولا يزال لحد كتابة هذه السطور على موقع الصحيفة الإلكتروني، وللإجابة على سؤال مفاده: هل تساند فتح الحدود بين الجزائر والمغرب؟ بلغ عدد المصوتين 54048، للرفض صوّت 27343، وللموافقة صوّت 25708، الذين لا رأي لهم بلغ عددهم 997 . * كما أطلقت عرائض إلكترونية من أجل فتح الحدود، مثل ما قامت به ما تسمى "الجمعية الجزائرية المغربية"، التي تسعى من أجل التعبئة الإلكترونية من أجل الضغط على الحكومات حتى يتم فتح الحدود. كما فتحت أيضا حسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي على غرار الفايس بوك وتويتر، وكذلك مواقع "الشات" الأخرى، وكلها مغربية المنشأ وتطالب الحكومة الجزائرية بالتراجع عن موقفها. كما نرى في كل خرجة من خرجات الملك أو أعضاء حكومته أو ممن تبنّوا أطروحته وحفظوها وتهجدوا بها، يجعلون من الوحدة المغاربية، أو من المغرب العربي، هو الشماعة التي عليها يراد تبرير الكثير من الغايات. * واللافت للانتباه أنني وبحكم متابعتي لم أجد أي نشاط جزائري يمكن أن يسجل لصالح المغرب، وهذا الذي دفع المخابرات المغربية للتحرك عبر وسائل مختلفة من أجل تحريك الشارع الجزائري ولو إلكترونيا حتى لا يبقى مطلب فتح الحدود مغربيا فقط، ولهذا لما أخفقت في تحريض حتى زعماء الأحزاب الذين دخلوا لترابها من أجل التحرك العلني للمطالبة بفتح الحدود، لجأت إلى المنتديات والمواقع الإلكترونية وعبر خاصية التعليق إلى محاولة إبراز إلحاح جزائري أيضا. * وفي هذا الإطار، اتصل بي "جامع كلحسن"، منشط برنامج "مباشرة معكم" الذي تبثه القناة الفضائية الثانية "2M"، بتاريخ 26/01/2009 من أجل المشاركة في حلقة تتناول العلاقات الجزائرية المغربية، وقد قبلت بالمشاركة، ولكن أكدت له أنني سأحلّ على البرنامج ككاتب وصحفي وسأتحدث عن مسؤوليات كل طرف في تقهقر هذه العلاقات، إلا أن المنشط الإعلامي أراد أن لا أتحدث إلا على الجانب الجزائري، فأخبرته بأنني لست زعيم حزب ولا معارضا سياسيا ولا أمثل أي جهة رسمية حتى أتحدث على جهة الجزائر فقط، وهو الذي لم يستسغه لأنه كان يريد مشاركا جزائريا يضع على عاتق بلاده كل شاردة وواردة ويحملها شرور الدنيا كلها. * فاضطر للاستنجاد بالسيد كريم طابو السكرتير الأول لجبهة القوى الإشتراكية، وهو ما حدث بالفعل لما بثّ البرنامج بتاريخ 29/01/2009، وقد حقق له حينها غايته في التنديد بغلق الحدود البرية والمطالبة بفتحها من دون أدنى شرط مسبق. * وأذكر في هذا السياق أيضا أن الجمعيات المغربية التي دعتني للمشاركة في ملتقياتها، أو الأخرى التي تواصلت معي، كانت تفكر بجدية في حشد مسيرة مغربية تنطلق من وجدة وتتجه نحو المركز الحدودي للاعتصام والاحتجاج على غلق الحدود، وإحراج السلطات الجزائرية في المجتمع الدولي. غير أنه يوجد من أفادني أن السلطات المغربية من جهتها لم ترفض ذلك بصفة قطعية، لكنها طالبت بالتريث ودراسة الأمر بعمق، حتى لا يقرأ على أن المغاربة يهجمون على الحدود للهروب من بلادهم، أو يكون مبررا على التصور القاضي بالتأثير البالغ الذي تتعرض له الرباط بسبب الحدود، أو أن ذلك سيزيد في تعكير الأجواء ويدفع الجزائر إلى الإصرار على المضي قدما في موقفها. * * العزف النّشاز على أوتار الإسلام * * مما لا شكّ فيه أن ديدن الأنظمة الشمولية والمستبدّة هو استغلال كل شيء من أجل التمكين لنفسها، وفي عالمنا نحن الذي يسمى الثالث يتم استغلال فظيع للمقومات سواء كانت لغوية أو دينية أو عرقية، من أجل الاستخفاف بالشعوب وتوجيهها نحو ما يخدم هذه الإمبراطوريات ويطيل في أعمار أزلامها. والمخزن المغربي من أبرز الأنظمة العربية التي تستغل القيم الدينية من اجل الحفاظ على العرش واستمرار هيمنته وحتى دغدغة المشاعر التوسعية نحو آفاق أخرى. * ففي القرن العشرين نسمع بمصطلحات قادمة من أدغال التاريخ، فالملك يطلق عليه أمير المؤمنين، والدعاء الذي يقابل هذه الكنية دوما هو "نصره الله".. الخ. والذي يهمنا في هذا المقام، العزف النشار على القيم الدينية والروحية من أجل تمرير وتعميق الأطروحة المخزنية فيما يخص قضية الصحراء الغربية، وأيضا بالنسبة للحدود والموقف الجزائري الثابت الذي لم يتغير بالرغم من أنها عرفت 8 رؤساء إلى حد هذه اللحظة، في حين أن المغرب لم يعرف إلا الجد والابن والحفيد فقط. وسنشير لبعض الأمور ولو عابرا، فقد أطلنا كثيرا على القراء وربما أوجعنا قلوبهم بالغوص في هذه الحروب السرية التي يختلقها الجهاز المغربي من أجل إثارة الفتن في الجزائر وتهديد أمنها واستقرارها. * * 1- العزف على أوتار العروبة والدين والوحدة المغاربية: * * ظل المخزن بترسانته الإعلامية، يحاول إظهار المغرب كضحية مؤامرات عديدة ويحمّلون الجزائر القسط الوافر منها، ولأسباب كثيرة وموضوعية قد أشرنا سابقا لبعضها. * تريد المخابرات المغربية إستغلال العمل الجمعوي والدبلوماسية من أجل كسب الدعم سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الرسمي في العالم، وقد كان المخزن من قبل يحظر العمل الجمعوي فيما يخص قضية الصحراء الغربية. * ومن أجل تأليب العواطف لدى الشعوب المغاربية وحتى الإسلامية، يلعب أبواقه على أوتار العروبة التي تجمع البلدين الجارين، وكذلك الدين الواحد، وحتى المذهب الذي هم يدينون لربهم به. * كما نرى في كل خرجة من خرجات الملك أو أعضاء حكومته أو ممن تبنّوا أطروحته وحفظوها وتهجدوا بها، يجعلون من الوحدة المغاربية، أو من المغرب العربي، هو الشماعة التي عليها يراد تبرير الكثير من الغايات، وأهمها طبعا تراجع الجزائر في دعم الصحراويين، ولا أحد من كتّاب البلاط وباسم العروبة والدين والأخوة والوحدة المغاربية، تجرّأ وندّد بما يجري في حق الصحراويين من انتهاكات فظيعة، وقفت على بعضها في زيارتي للداخلة ولا يزال قلبي ينزف ألما على هؤلاء. * كما يعمل المخزن ومخابراته على استغلال مشاعر الوحدة وحسن الجوار لأغراض أخرى، لقد ظلت الصحف المغربية تروّج لكل من يدعو إلى التضامن المغاربي والوحدة بين الشعوب، وقد أستغل ذلك كتدليل على أن الصحراويين يهدّدون هذه الشعارات الطنّانة التي يصنعها الملوك من أجل الحفاظ على عروشهم فقط. وطبعا لا أحد تساءل: هل من الممكن أن يتنازل هذا النظام عن عرشه من أجل وحدة مغاربية؟ أكيد أن ما تقدم يهدف من وراءه لإبراز أن المخزن هو نظام وحدوي ويتقي الله في الشعوب المغاربية، وهذا كله من أجل تغذية الروح الدينية لدى هذا الشعوب حتى تدافع عن مصالحه وأطروحاته في المنطقة، والتي هي أصلا تنطلق من عقلية توسعية، تبرر ما لا يبرر، وتتخذ من غير المشروع وسيلة لبناء مشاريع في النهاية تصل إلى الهدف الحقيقي، وهو تحقيق غاية العرش العلوي في بناء إمبراطورية تحت قيادته، وهذا لن يتحقق إلا بتدمير الآخرين وعلى رأسهم الجزائر، وطبعا هو حلم قذر صعب المنال، ويتنافى أصلا مع الشعارات الدينية التي يلهث بها أبواق لا همّ لها إلا رضا سادة البلاط. * * 2- أطروحة المؤامرات الأجنبية لاستنهاض همم الشعوب الثورية: * * إلى جانب ما ذكرنا سابقا، فقد لاحظنا أن المخزن أيضا يستغل أراضيه التي يحتلها الإسبان والتي لم يفعل شيئا يمكن أن نشيد به من أجل تحريرها، وهذا ليظل دائما ذلك البلد الذي يتعرض لمؤامرات أجنبية، ولا شك أنه في كل صولة وجولة نجد هذه الأجهزة تحاول تحميل الجزائر مسؤولية احتلال سبتة ومليلية، وأحيانا يلومونها أنها لم تستغل نفطها ونفوذها ودبلوماسيتها من أجل إجبار المحتل الإسباني على إعادة ما أخذه من المغرب. * لقد ظل المخزن يروج إلى أن قضية الصحراء الغربية هي مفتعلة، ولم يقتصر الأمر على الجار الشقيق، بل تعدّى إلى جعلها مرة مؤامرة دولية على المنطقة المغاربية، وأخرى هي مخطط صهيوني يستهدف تفتيت دول شمال إفريقيا حتى يسهل احتواؤها. * يذكي ذلك في ظل نقمة شعوبنا الإسلامية على المحتلين وخاصة أننا شربنا كثيرا من علقمه فيما مضى، كما لا نزال نئن منه ونحن نشاهد جرائم الإحتلال التي تفحم أجساد الأطفال في غزة، وتفخخ رفات الأبرياء في العراق، وهذا بلا أدنى شكّ سيشعل لهيب الثورة في الأعماق، والمخزن يستغلّ ذلك داخليا من أجل توريط المغاربة في أطروحاته على حساب القيم والمبادئ، وكما يرمي من خلال ما تقدم تحقيق غايته في تأليب الشعوب على حكامها، وعلى رأس ذلك الشعب الجزائري، ولكن لا أحد صدّق هده الإدعاءات، لأن الكل عرف ما هو خافي من وراء الستائر والحجب. * * شبكات في ثياب جمعوية و حقائب دبلوماسية ملغومة * * تريد المخابرات المغربية إستغلال العمل الجمعوي والدبلوماسية من أجل كسب الدعم سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الرسمي في العالم، وقد كان * المخزن من قبل يحظر العمل الجمعوي فيما يخص قضية الصحراء الغربية، التي يراها خطّا أحمر أوكل أمرها للقصر الملكي وجهاز المخابرات فقط. * ولكن في السنوات الأخيرة وفي ظل ما سمي ب"العهد الجديد" الذي رفعه الملك محمد السادس، فتح المجال لتأسيس جمعيات وبتموين من الديوان الملكي، وتعتني هذه الجمعيات بنشاطات في الصحراء لأجل تحقيق ثلاث غايات أساسية، الأولى هي حشد الجماهير الصحراوية لمناصرة الأطروحة المغربية، والثانية هي خلق ما سميت بالدبلوماسية الموازية من أجل التسويق الإعلامي لما يخدم أجندة المخزن، والثالثة تتعلق بخلق بدائل أخرى في ظل العمل الجواري من أجل الاقتراب من * مشاكل الصحراويين وممارسة ما يشبه الابتزاز والمقايضة، لشراء ذممهم وفق تأمين الحاجيات الحياتية أو أشياء أخرى تدخل في هذا الإطار. * غلق الحدود البرية من الطرف الجزائري، هو أبرز ما يؤرق المخزن المغربي في هذه المرحلة، بسبب الخسائر الضخمة التي يتكبدها جراء القرار الذي كان رد فعل طبيعي على فرض التأشيرة التي أقدم عليها المغرب من دون سابق إنذار ومن جانب واحد. * أما العمل الدبلوماسي فيلعب على أوتار عديدة، تعمل أساسا على خلق تكتلات في الخارج، وأيضا مراقبة الصحراويين ومحاولات توريطهم في أعمال تتنافى والقوانين السارية المفعول، من أجل الإضرار بسمعتهم وبقضيتهم المقدسة والرئيسية. ونشير في هذا الإطار لبعض النقاط الأساسية والهامة. * * 1 - عدم اليأس لخلق منظمات في الداخل تناهض الصحراويين: * * كما اشرنا إلى ظاهرة العمل الجمعوي في الداخل الصحراوي، وأغلب المؤسسين هم مغاربة جرى توطينهم في الصحراء لحسابات مختلفة، فقد قرأنا عن الصحراويين الوحدويين، كما علمنا عن جمعيات تدافع عن "مغربية" الصحراء، كما سمعنا بجمعيات أخرى تهتم بشؤون القرى والبدو الرحل.. الخ. * وفي الوقت نفسه هذه الجمعيات المتسترة تحت تسميات ضخمة وكبيرة ورنانة، هي في الأصل تناهض جبهة البوليزاريو فقط، وتعمل ما في وسعها من أجل محاصرة وجودها واجتثاثها من أعماق الصحراويين. وقد عجزت المخابرات المغربية أن تصنع جمعية واحدة يرعاها صحراوي حر، فإن وجدت جمعية يترأسها من هو صحراوي في أصله، فالكل في المنطقة تجدهم يجمعون على أنه مجرد مرتزق ومحتال، يتاجر بالقضية لتحقيق غاياته في الثراء، وخاصة أن المخزن يضخ أموالا باهظة لتغطية مثل هذه النشاطات، التي يحاول أصحابها توريط الأجانب مرة باسم حقوق الإنسان وأخرى باسم الوحدة المغاربية.. الخ. ولا تزال المخابرات المغربية تنشط في الصحراء الغربية وبأساليب مختلفة من أجل تحقيق الغاية المثلى وهي تجنيد صحراويين في نشاطات جمعوية مشبوهة مناهضة لجبهة البوليزاريو، وخاصة تلك الشخصيات المنحدرة من قبائل قوية وكبيرة ولديها النفوذ والسطوة. * * طالع أيضا * الحلقة الأولى مأزق البوليزاريو و تضليل الرأي العام الحلقة الثانية الأخبار الكاذبة والقصة الكاملة لمؤامرة " الجزائر تايمز " الحلقة الثالثة فريق استخباراتي لمتابعة "الشروق أونلاين" الحلقة الرابعة الجهاز المخزني يعمل لإشعال "حرب أهلية" بين الصحراويين بمخيمات تندوف الحلقة الخامسة حقوق الإنسان في مزادات المخزن الحلقة السادسة وجها لوجه مع محمد ياسين المنصوري (رئيس جهاز الاستخبارات المخزنية) الحلقة السابعة رئيس استخبارات المخزن : جريدة " الشروق " تزعجنا الحلقة الثامنة استخبارات المخزن تروج لمسرحية "اغتيال" الانفصالي فرحات مهني الحلقة التاسعة استمالة للصحفيين واستثمار في الضباط الفارين الحلقة العاشرة استخبارات المخزن تصطاد في مياه "تبحيرين" العكرة الحلقة الحادية عشرة المخزن وتحالف الإرهاب مع مافيا المخدرات