اهتزّ مؤخّرا حيّ "مولود فرعون" المسمّى "بيري" بوسط مدينة وهران، على وقع جريمة قتل بشعة كشفت لغزها مصالح الأمن الحضري ال 17، بعد حوالي شهر من وفاة الضحيّة البالغة من العمر 82 سنة والتي تبيّن أنّ قاتلها هو ولدها الذي بلغ هو الآخر من العمر عتيّا. لم يفق سكّان وهران من صدمة جريمة القتل التي أثارت الكثير من الاستياء ببلدية العنصر بعين الترك قبل أسابيع والتي اختلفت بشأنها الروايات حول مقتل أمّ على يد ابنها ودفنها بفناء المسكن مدّة ثلاثة أشهر، إذ لاتزال قيد التحقيق، حتّى تفجّرت قضيّة أخرى مشابهة إلى حدّ ما، لكنّ الفاعل هذه المرّة ليس ابن العشرين أو الثلاثين بلغ به طيشه واستهتاره حدّ قتل أمّه، وإنّما شيخ يبلغ عمره 60 سنة، إذ وحسب ما ذكرته مصادر عليمة فإنّ المتّهم تقدّم من مصالح الأمن الحضري ال 17 بتاريخ 23 سبتمبر الفارط، مدّعيا أنّ والدته المتقدّمة في السنّ المولودة في سنة 1928 توفيت وفاة طبيعية، وحبك حبكة متقنة أتبعها بسيناريو إقامة مراسيم الجنازة وأخذ التعازي على مستوى الحيّ، إلاّ أنّ شبهات حامت حول هذه الوفاة خصوصا "وأنّ المتّهم كان متعوّد الاعتداء على والدته بالضرب"، ما استدعى فتح تحقيق من قبل مصالح الأمن الحضري التي حوّلت جثّة الضحيّة على مصلحة الطبّ الشرعي بالمستشفى الجامعي من أجل القيام بعملية التشريح وتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، وفعلا صدقت الشكوك وجاء التقرير سلبيا، مؤكّدا أنّ الوفاة لم تكن طبيعية، وإنّما نتاج ضربات قويّة، وبناء على ذلك توجّهت أصابع الاتّهام نحو ابنها الذي قال عنه الجيران أنّه متعوّد على ضربها وبحكم كذلك أنّهما يعيشان لوحدهما منذ فترة، كون المتّهم مطلّق، وتشير بعض روايات سكّان الحيّ إلى أنّ "سبب ضربه لها كان بخصوص خلافه معها حول منحة كانت تتقاضاها"، وبالتّالي تمّ توقيفه وتقديمه أمام وكيل الجمهورية أوّل أمس، وكان لهذه الحادثة وقع كبير على سكّان الحيّ الذين استغربوا ارتكاب الجريمة من قبل شيخ طاعن في السنّ ضدّ والدته.