تصوير: علاء بويموت جندت مؤسسة جمع النفايات المنزلية بالعاصمة "ناتكوم" قرابة 5200 عون، عشية عيد الاضحى، للقيام بعملية تنظيف العاصمة من أجل قضاء أيام العيد في محيط نظيف خال من الأوساخ والنفايات، التي أحيانا ما ترمي بشكل عشوائي قد يشوه المنظر الجميل، خاصة وأن قدسية المناسبة تستدعي أحياء وشوارع تعكس فرحة العيد والابتهاج بالمناسبة. وضاعفت مؤسسة ناتكوم عملها، حيث باشرت مخطط تنظيف عام طارئ، شرع فيه مع عشية عيد الأضحى، أي ليلة الاثنين، واستمر إلى غاية يوم الخميس، أي أمس، ثالث أيام العيد، وذلك للتخلص من النفايات غير العادية، والتي تتمثل في فرّوة الكبش المسلوخ، وهي الجلد المكسو بالصوف، بالإضافة إلى القرون وحوافر الأرجل الخاصة ببقايا ما يسمى لدى عامة الناس ب"البوزلوف"، وكذا فضلات الأحشاء والأمعاء الخاصة بما يسمى "الدوّارة"، وهي النفايات التي ترافق النفايات المنزلية العادية. وتقوم "ناتكوم" بنقل النفايات المنزلية العادية كذلك في أيام العيد وتستمر في نشاطها العادي ما بعد يوم الخميس دون توقف، خاصة وأن المواطنين لا يتحرجون من التخلص من نفاياتهم في أي وقت، وهو ما يثقل كاهل أعوان ناتكوم، حيث أن المؤسسة تعلن مرارا وتكرارا، أنه يجب احترام مواقيت التخلص من النفايات التي تكون ليلا بداية من الساعة التاسعة. وللتقليل من ظاهرة تراكم النفايات والأوساخ بأحياء العاصمة، كثفت مؤسسة ناتكوم تواجدها بالأحياء، في وقت سابق، من خلال وضع الحاويات وسلل المهملات عبر مختلف البلديات تصل إلى 5000 وحدة (240 لتر) و2000 وحدة أخرى تسع من 500 إلى 1000 لتر إضافة إلى 4000 حاوية من الحجم الصغير. وقال المسؤول الأول عن المؤسسة، أحمد بلعالية، أن 40 بالمائة من هذه الحاويات تتعرض للسرقة أو التخريب، وهو ما يتسبب في خسارة كبيرة للمؤسسة من جهة وللحفاظ على نظافة المحيط من جهة ثانية، كما اقتنت المؤسسة مؤخرا شاحنتين لغسل الحاويات ونقاط جمع النفايات للإبقاء على نظافة الأحياء. ويشار أن شركة " ناتكوم" شرعت، منذ قرابة سنتين، في جمع النفايات المنزلية بتطبيق مخطط توجيهي جديد لجمع وتسيير النفايات من شأنه تنظيم هذا المجال في العاصمة، واعتبر مدير المؤسسة أن المخطط الذي تشرف عليه مديرية البيئة لولاية الجزائر، كحل من شأنه الحد من مخاطر الفيضانات، وتجاوز مشكل تراكم النفايات، حيث دعمت المؤسسة بعتاد ووسائل جديدة من شأنها حل مشاكل التسيير والتنظيم التي كانت تتخبط فيها "ناتكوم"، بسبب الأعطاب التي تلحق شاحنات الحظيرة القديمة، ولتمكين أعوانها من القيام بالمهام على أحسن وجه. من جهة أخرى، تطرح مشكلة المفارغ العشوائية إشكالية كبيرة للمؤسسة، خاصة وأن هذه المفارغ غير منظمة تعرف انتشارا واسعا في بعض البلديات والتي تشوه المنظر العام، وتعكس السلوك اللاحضاري لبعض المواطنين، وأفادت "ناتكوم" أنها قضت على 600 مفرغة عشوائية بمختلف البلديات. وتتطلع مؤسسة ناتكوم لإسراع السلطات العمومية في غلق مفرغة وادي السمار التي باتت تشكل خطرا بيئيا كبيرا، وتستبدل لاحقا بالمفرغة العمومية لأولاد فايت غرب العاصمة، حيث أنه وبالرغم من أشغال إعادة التهيئة التي شهدتها مفرغة وادي السمار والتي أشرفت عليها المؤسسة بتكلفة 85 مليون دج لتمديد آجال غلقها، غير أن وضعيتها لا تسمح لها باستقبال المزيد من النفايات، حسب تأكيدات سابقة للمدير العام لناتكوم.