اشترى تلفزيون فلسطين الرسمي (التابع لسلطة محمود عباس في رام الله) حقوق بث المسلسل المثير للجدل »الجماعة" ليكون بذلك أول تلفزيون عربي رسمي يبث هذا المسلسل الذي يروي جانبا من حياة مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، عقب بثه عبر التلفزيون المصري في رمضان الفارط؟! * التلفزيون الفلسطيني، الذي أبدى اهتماما شديدا ببث عمل الكاتب المصري وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، حيث قام المسؤولون فيه وسرعان انتهاء عرض حلقات العمل في رمضان الفارط عبر التلفزيون المصري وتوقفه عند الحلقة 28 دون كشف مشاهد تصفية حسن البنا، بشراء هذه الحلقات ليتم بثها حاليا، عند الساعة التاسعة بتوقيت الجزائر، أي في وقت الذروة بالنسبة للفلسطينيين، وذلك في محاولة من طرف السلطة الفلسطينية لتشويه حركة الإخوان التي تعد حماس تابعة لها، تاريخيا وقياديا. ورغم أن كاتب العمل ومخرجه نفيا أي محاولة للإساءة للإخوان، أو للمؤسس حسن البنا، إلا أن الخطوة التي قامت بها السلطة الفلسطينية، من خلال شراء حقوق بث المسلسل وعرضه حصريا، للمرة الأولى بعد رمضان، وحتى قبل القنوات الخاصة، يوسع دائرة الشكوك بخصوص نوايا هذا العمل، وأنه جاء ليصب في اتجاه سياسي معين، لكن بطريقة محترفة في الكتابة ومعالجة الصورة، تجعل الأمر يبدو وكأنه طبيعي، مع الترويج لفكرة أن حسن البنا كان أول ضحايا تنظيمه، عقب اتجاه الإخوان لممارسة العمل المسلح، وهي كلها إسقاطات تريد من خلالها سلطة محمود عباس شن حرب إعلامية وفنية على حركة حماس بقيادة إسماعيل هنية، ولا يستبعد أن يكون العمل المقبل الذي تعده حركة الإخوان في مصر للرد على مسلسل الجماعة واحدا من أبرز الأعمال التي ستعرضها حركة حماس في غزة، عبر تلفزيونها الأقصى من أجل الرد على رام الله، فنيا، وهو ما معناه انتقال الصراع بين الحكومتين إلى مجال التلفزيون والدراما الفنية؟!! * وكان الفنان الأردني إياد نصار صرّح في حوار أخير أنه ليس مقتنعا بالطريقة التي كتب بها وحيد حامد شخصية البنا، لكنه التزم بالنص كما هو زيادة على أن إبداعه ونجاحه في تأدية الدور لا يعني موافقته على كل ما جاء فيه، وهو ما يشكل تخليا من الفنان الأردني الذي سطع نجمه في مصر، بعد هذا العمل، عن بعض التفاصيل المثيرة للجدل، خصوصا بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها قياديون من جماعة الإخوان للعمل، ناهيك على أن الهجوم الحاد الذي شنه نجل حسن البنا، سيف الإسلام، منتقدا الطريقة التي تقمص بها إياد نصار، شخصية والده، خصوصا في اللقطات التي أظهرت بكاء هذا الأخير أمام بعض القيادات الحكومية لدفعهم إلى التخلي عن فكرة حل الجماعة، وكذا إطلاق سراح بعض المنتمين لها من السجون، حيث قال سيف الإسلام، أنه لا إياد نصار ولا الكاتب وحيد حامد، يعرفان والده الذي كان قوي الشخصية، حتى في تلك اللحظات الصعبة والفارقة في تاريخ الإخوان المسلمين.