انتقد عدد كبير من الفنانين والمثقفين من مدينة وهران، ما وصفوه بالإقصاء المباشر الذي تعرض له هؤلاء، في مهرجان الفيلم العربي الذي تحتضن عاصمة غرب البلاد دورته الرابعة هذا الأسبوع. وندّد بعض الفنانين خلال اتصالهم بالشروق ما قالوا إنه "تمييز مباشر" تعرضوا له، لحساب الوافدين من البلدان الأخرى... * حيث قال أحد الفنانين إنه اتصل شخصيا بمديرة الثقافة ربيعة موساوي، لكن هذه الأخيرة نفت مسؤوليتها عن تحديد قائمة المدعويين، قائلة إنه لا علم لها بالدعوات الموّجهة، ولا بتاريخ عقد حفل الافتتاح، بما يدل حسب قول الفنانين الغاضبين دوما أن مسؤولة الثقافة في عاصمة غرب البلاد تمارس سياسة الأطرش في الزفة، خلال هذا الحدث السينمائي الكبير. * وفيما يقول المنظمون إن الحدث السينمائي الكبير مفتوح لجميع الفنانين الجزائريين، زيادة على أن احتضان قاعة سينما المغرب لحفل الافتتاح سهرة أمس، كان الهدف منه استقبال أكبر عدد ممكن من الفنانين، خصوصا أن القاعة تتسع لأزيد من ألف مقعد، كما أن عروض الأفلام، وكذا الندوات لن تستثني أي ضيف، بما في ذلك الفنانين المنتمين للمدينة، والذين يعد المهرجان بالنسبة لهم فرصة كبيرة من أجل الاحتكاك ببعض التجارب السينمائية العربية، القادمة من كل حدب وصوب. * في السياق ذاته، لا شيء كان يدل خلال اليومين الأخيرين، على أن وهران تحتضن مهرجانا للفيلم العربي، هكذا يقول البعض ممن يشككون في قوة الحملة الدعائية التي رافقت بداية الحدث السينمائي الكبير، في الوقت الذي يرى فيه أنصار هذه التظاهرة، أن مجرد عقد المهرجان يعد بالنسبة للكثير انتصارا للسينما في عاصمة غرب البلاد، التي تشهد قحطا ثقافيا كبيرا، في ظل غياب أيّ نشاط ثقافي أو فني. * الشروق التي تجوّلت ساعات قبل بداية التظاهرة، بالقرب من قاعة سينما المغرب التي احتضنت حفل الافتتاح، وكذا قاعة السينماتيك التي من المقرر أن تشهد بداية من اليوم عرض عدد من الأفلام الخليجية، في إطار بانوراما خاصة، تهدف إلى تكريم السينما الخليجية باعتبارها ضيف شرف الدورة الرابعة اكتشفت أن لا شيء يحدث بمحاذاة هذه القاعات السينمائية يدل على وجود نشاط غير عادي تحتضنه وهران، بالمقارنة مع ما كانت تشهده التظاهرة في الطبعات الثلاث السابقة، هذه الأخيرة التي طغى عليها الحضور المكثف لمحافظ المهرجان حمراوي حبيب شوقي. * المنظمون الذين تحدثت إليهم الشروق، قالوا إن الدورة الرابعة الحالية تهدف إلى استرجاع الطابع السينمائي للتظاهرة، وذلك في سياق محاولة جدية من طرف وزارة الثقافة التي استعادت الحدث السينمائي الكبير، لمحو كل الملامح التي تركها المحافظ السابق حمراوي حبيب شوقي، علما أن الكثير من هؤلاء المنظمين، نصحوا الإعلاميين بعدم التركيز كثيرا على أهمية الضيوف أو التقليل من وزنهم بالمقارنة مع دورات سابقة، لأن طبعة 2010 من مهرجان الفيلم العربي، الهدف منها سينمائي بالدرجة الأولى، ولذلك أكد السيد مصطفى عريف، المحافظ الجديد للتظاهرة، أن النجوم الحقيقيين هم صناع السينما من المخرجين والكتاب، وأيضا الممثلين، وليسوا النجوم الذين يمشون على البساط الأحمر ويخطفون الأضواء ويثيرون ضجة وصخبا إعلاميا كبيرا.