توقعت صحيفة سويسرية هجوما نوويا اسرائيليا على ايران خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.. وذلك للقضاء على المشروع النووي الايراني، وأكد عالم استراتيجي معروف في جامعة زيوريخ هو البروفيسور ألبرت شتيهلي أنه ينتظر هذا الهجوم الإسرائيلي على إيران في فبراير المقبل وإذا تأخر ففي شهر مارس على أقصى تقدير . * إن هذا الكلام يثير فينا السؤال البديهي: ما هو موقف العرب والمسلمين من هذا العدوان المحتمل ..؟ وقبل أن نفيق من صدمة الخبر، ومن تلقائية السؤال، نطرح على العالم الغربي اسئلتنا المتلاحقة: انكم بمجرد وجود احتمال أو شك بوجود أسلحة دمار شامل دمرتم العراق وقتلتم مليوني عراقي وقضيتم على دولة وأرجعتم أهلها شيعا تتقاتل بتشجيع منكم.. وأنتم ترون اسرائيل تدمر في لبنان وفلسطين وتسرق الأرض والمياه ولا تتردد في الحاق الأذى بالمنطقة.. وتتواصل اسئلتنا للغرب لماذا تكرهوننا؟؟ تشتمون المقدس لدينا وتنتهكون حرماتنا وتستقبلون الساقطين منا تنفخون فيهم ليكونوا رواد نهضة وقادة رأي وسياسة .. وتحملونهم على ظهر دباباتكم تقتحمون عواصمنا .. لماذا هذا الكره كله؟ * وقبل أن تتواصل اسئلتنا تصفعنا حقيقة ما نحن فيه.. ويصبح رجع صدى اسئلتنا يثير فينا اسئلة أخرى أكثر مرارة.. لماذا العتب واللوم على الغرب وأنظمتنا العربية هي من يوطن لإسرائيل ويلقي لها بالسلم ويحميها ويسبغ عليها صفة الشرعية، متجاوزا حق الأمة ومقدساتها ..؟ لِمَ العتب على الغرب فيما أرض العرب كانت لجيوشهم مسرحا تتحرك منه وعليه نحو تدمير العراق وبلاد المسلمين؟ لِمَ العتب واللوم على الغرب فيما أموال العرب تنفق لتقوية الجيوش المعادية وتمنحها ظهيرا ماليا حقيقيا لتمارس عدوانها علينا في كل مكان؟ * اسرائيل تريد قنبلة المفاعلات النووية الإيرانية.. الموضوع ليس مستهجنا، فلقد سبق لها ان قنبلت المفاعل النووي العراقي والمفاعل النووي السوري.. وقصفت معظم بلاد العرب في السودان ومصر وتونس وسوريا والعراق، وتكاد تكون كل الدول العربية قد تلقت ضربة أو ضربات من اسرائيل .. فالعدوان الإسرائيلي على الدول العربية سنة قائمة لا تجد من يوقفها أو يحجمها .. وهذا يعني أننا أمام خريطة في تمام الوضوح . * الملفت للنظر ان هناك تشجيعا من قبل النظام العربي لهذا التوجه الاسرائيلي.. انها الحسابات السياسية الصغيرة التي تتحكم في بعض الحكام العرب فيستحثون الأمريكان على ضرب ايران، كما حثوها على تدمير العراق.. وعندما يكشف موقع جديد في المستقبل على طريقة ويكليكس وثائق السفارات الأمريكية سنكتشف حجم الرسائل والتقارير الأمنية المقدمة من أجهزة عربية لإنجاح العملية العسكرية الإسرائيلية . * ان الحرب الاسرائيلية على المفاعلات النووية الإيرانية بدأت مسبقا بمجرد ان باشرت اسرائيل باغتيال العلماء الإيرانيين والمواقع العلمية الإيرانية.. وستستمر المعركة بيننا والغرب السياسي الذي يقف خلف اسرائيل، ولكنهم سيبوءون بالفشل رغم تضحياتنا البالغة.. والنصر لمن يصمد ..