أعلنت أمس، المديرية العامة للغابات، أن مصالحها سجلت 229 حريق مهول، التهم مساحة إجمالية تتجاوز ال 2128 هكتار، منها 876 هكتار، من الغابات، التهمتها موجة الحرائق خلال الفترة الممتدة من يوم 22 إلى 28 جويلية المنقضي، عبر كامل التراب الوطني. ولم يذكر نفس المصدر، أسباب هذه الحرائق التي نشبت عبر عدد من الولايات، مما أدى إلى ارتفاع محسوس لدرجات الحرارة، حسب ما سجلته مصالح الأرصاد الجوية، علاوة على خسائر هامة في المنتوج الفلاحي. جمال لعلامي المديرية العامة للغابات، أبرزت في "توضيحاتها"، تسجيل ما معدله 33 حريقا يوميا وبنسبة 30.9 هكتار، خلال الأسبوع المنصرم فقط، وذلك في إطار عمليات الحملة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات، التي شرعت فيها المديرية يوم الفاتح جوان الماضي. وحسب نفس المصدر الذي أورد لوكالة الأنباء الجزائرية، تفاصيل عن الحرائق التي تجتاح بعض جهات الجمهورية، فإنه تم إحصاء 899 حريق منذ بداية هذه الحملة وإلى غاية يوم 28 جويلية الماضي، مما تسبب في التهام مساحة إجمالية قدرها 5214 هكتار منها 2316 هكتار من الغابات، أي بمعدل 12 حريقا في اليوم و45.7 هكتار في كل حريق. وخلال نفس الفترة، من السنة الماضية، وبلغة الأرقام الرسمية، التي أحصتها مديرية الغابات، تم تسجيل 864 حريق، التهمت مساحة إجمالية تمتد على 11174 هكتار، أي 60.11 هكتار في كل حريق. ويُلاحظ حسب نفس المصدر، "تراجع في نسبة الحرائق يبلغ 35.53 بالمائة بفضل فعالية الإجراءات التي اتخذت وكذلك يقظة المواطنين وسرعة التدخلات الأولية". من جهة أخرى، أكدت المديرية العامة للغابات، على "التجند الدائم لأعوان الغابات والحماية المدنية"، داعية إلى "مساهمة أكبر" من طرف السكان، مع ضرورة التحلي "باليقظة والحيطة"، وفي إطار المراقبة المتواصلة للتراث الغابي وضعت المديرة 363 مركز للرصد يؤطرها 989 عون في قطاع الغابات، إضافة إلى إنشاء 431 فرقة متنقلة تتكون من 1921 عون يسهر على حماية 480 موقع. وخلال تدخلاتهم لإخماد حرائق الغابات، تلجأ هذه الفرق إلى منابع المياه المقدرة ب 1380 منبع على المستوى الوطني، علما أنه تم تزويد مجموع هذه الفرق بشاحنات مجهزة بصهاريج مياه و22 شاحنة للتزويد بالمياه، فيما سيتم لاحقا تخصيص 40 شاحنة لعمليات التدخل وشبكات للاتصال، حسب المديرية العامة للغابات. هذا، وكانت حرائق مهولة قد اجتاحت قبل أيام موازاة مع ارتفاع درجات الحرارة، مناطق من الجزائر العاصمة وولايات أخرى كالبليدة والبويرة وبومرداس وتيزي وزو، حيث أتت موجة النيران على مساحات واسعة من القمح والشعير، إضافة إلى احتراق آلاف الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون، وقد أعلنت الجهات المعنية والمخولة قانونا بمهمة حماية الغابات والغطاء النباتي، حالة الطوارئ لمحاصرة الحرائق وتحجيم خسائرها، كما تم اعتماد برنامج خاص يمتد العمل به إلى غاية الخريف القادم، للحدّ من زحف النيران، فيما يشمل على جملة من الإجراءات الاحتياطية، كتهيئة ممرّات نجدة للفصل بين الأشجار على مساحة تمتد بنحو 930 كلم، وكذا فتح معابر جديدة على طول 230 كلم لتسهيل حركة الإطفاء والتخلص من النفايات والفضلات التى من شأنها أن تسهل نشوب الحرائق. وبالعودة إلى الوراء، سجلت مديرية الغابات، خلال صيف 2005، التهام النيران لمساحة من الغابات عبر مختلف أرجاء الوطن، قدرت بأزيد من 13 ألف هكتار، وكانت تقارير رسمية، قد حملت جزءا من المسؤولية، إلى إهمال المواطنين، الذي يتسبب في أحيان كثيرة في نشوب حرائق غير مسبوقة، وإن كانت لم تخلف ضحايا، فإنها غالبا ما تتسبب في متاعب صحية كبيرة للأشخاص المصابين بأمراض التنفس تحديدا، علاوة إلى اضطرار العديد من المواطنين على مغادرة بيوتهم بسبب الحرارة المرتفعة، وخوفا من الموت بالنيران نظرا لقربهم من الغابات التي اندلعت فيها الحرائق، بالخصوص على مستوى ولايات البويرة وبومرداس وتيزي وزو وضواحي العاصمة، كما أشارت تقارير سابقة للحماية المدنية، إلى أن مرتادي المناطق الغابية من السياح تحديدا، غالبا ما يتركون جمر نيران الطهي مشتعلا، فتتسبب الرياح في نشره وسط الغابات واتهمت بعض مستعملي الطرق السريعة، برمي السجائر المشتعلة على حافة المساحات الغابية، الأمر الذي يتسبب في اشتعال النيران.