روبار كيديابا رفقة صحفي الشروق هدفنا التتويج باللقب والمنتخب تأثر بالإرهاق الذي عانى منه لاعبو مازيمبي اعتزلت كرة القدم منذ عام، لكن رئيس مازيمبي أقنعني بالعودة إلى الملاعب استقبلنا بمقر إقامة منتخب الكونغو الديمقراطية سهرة أول أمس بترحاب كبير، ورغم أنه كان عائدا لتوّه من التدريبات التي أجراها منتخبه، إلا أن كيديابا الحارس الشهير لنادي مازيمبي الكونغولي استجاب لطلبنا بإجراء حوار، خاصة لما عرف أننا صحفيون جزائريون. * لقد سجلتم بداية مفاجئة ومتواضعة إن صح التعبير في بطولة إفريقيا للمحليين؟ * بالفعل بدايتنا في هذه البطولة لم تكن جيدة وفاجأت العديد من المتتبعين، حيث انهزمنا في مباراتنا الأولى أمام المنتخب الكاميروني بنتيجة هدفين لصفر، وهي النتيجة التي لم يكن ينتظرها أنصارنا...هذه هي كرة القدم لم نكن في يومنا خلال تلك المباراة، خاصة أننا واجهنا منتخبا قويا ومنظما. * ومن جهتنا حاولنا تجاوز هذا التعثر ابتداء من المباراة الثانية ضد كوت ديفوار، وهو ما حدث حيث فزنا بهدفين لواحد قبل أن نتعادل في اللقاء الأخير، ونتأهل إلى الدور ربع * النهائي. *
* هل لازلتم تؤمنون بقدرتكم على التتويج باللقب؟ * هذا أكيد وإلا لما تنقلنا إلى السودان أصلا...منتخب الكونغو الديمقراطية هو حامل اللقب ولن يفرط فيه بسهولة، الدرو الأول انتهى ومن جانبنا طوينا هذه الصفحة..مباراة الدور ربع النهائي مختلفة تماما عن لقاءات الدور الأول، وسنسعى لاستغلال خبرتنا من أجل مواصلة المغامرة والحفاظ على اللقب الذي توّجنا به في كوت ديفوار. *
* في الدور ربع النهائي ستواجهون تونس التي ظهرت بوجه جيد في هذه الدورة، كيف ترى هذه المواجهة؟ * المقابلة ستكون صعبة جدا على المنتخبين..المنتخب التونسي ظهر بمستوى جيد خلال الدور الأول وقدم كرة جميلة، لكن نحن جاهزون لمباراة السبت (الحوار أجري سهرة أول أمس)، ولن نفرط في ورقة التأهل إلى الدور نصف النهائي، لأننا لا نخشى أي منتخب وكل ما يهمنا هو أن نكون في يومنا يوم المباراة. *
* مواجهة تونس ستكون خاصة، هل ستدخلونها بذكريات لقاء الترجي ومازيمبي وكل ما أثير حول نهائي رابطة الأبطال الإفريقية؟ * لا..لا..نحن لا نفكر بهذه الطريقة تماما، الآن نحن ندافع عن ألوان منتخب بلادنا الكونغو الديمقراطية وسنلعب بهذا الشعار...لا يجب أن نربط ما يحدث في النادي بالمنتخب، لقد مرت مدة طويلة عن مباراة مازيبمي والترجي، وهذا اللقاء أصبح من الماضي بالنسبة لنا وتركيزنا منصب على منتخبنا فقط...أعرف أن اللاعبين التونسيين صرحوا أنهم سيلعبون المباراة بدافع الثأر منا ولهزيمة الترجي، هذا رأيهم ولا يهمني ذلك، لأننا سنلعب بهدف التأهل إلى الدور نصف النهائي. *
*
* إذا تمكنتم من تجاوز عقبة تونس قد تواجهون المنتخب الجزائري في الدور نصف النهائي إذا تمكن هو كذلك من تجاوز جنوب إفريقيا (الحوار أجري أول أمس قبل إجراء لقاء الجزائروجنوب إفريقيا)؟ * لا يجب أن نتجاوز المراحل بسرعة وسنلعب مباراة بمباراة...لكن إن تحقق ذلك، فهذا يعني أننا سنقابل منتخبا قويا...من جانبنا لن نتساهل أمام أي منتخب، وسنوظف كل خبرتنا من أجل بلوغ النهائي والتتويج باللقب، رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام المنتخب الجزائري، وحتى كل المنتخبات التي تأهلت إلى الدور ربع النهائي...الأكيد أن اللقاء سيكون كبيرا جدا وواعدا. *
* هل تابعت المنتخب الجزائري خلال هذه الدورة؟ * نعم تابعت لقطات من مباراتيه الأوليين، كما شاهدت مباراته الأخيرة أمام منتخب البلد المنظم السودان...إنه منتخب محترم وقوي، واللاعبون يعتمدون كثيرا على الفنيات. *
* ماذا لفت انتباهك في المنتخب الجزائري؟ * في الحقيقة أعجبني كثيرا التنظيم الجيد لمنتخبكم، حيث لاحظنا أن المنتخب الجزائري يلعب بطريقة منظمة وجماعية سواء في الناحية الهجومية أو الدفاعية، كما أن هناك تنسيق وانسجام كبير بين اللاعبين، ربما لأن المدرب يعتمد بشكل كبير على لاعبي سطيف والشبيبة (يقصد وفاق سطيف وشبيبة القبائل) أليس كذلك.؟ *
* نعم غالبية التشكيلة من وفاق سطيف.. * من وفاق سطيف...هذا الأمر لا يفاجئني تماما، فوفاق سطيف فريق جيد ويضم لاعبين ممتازين، واختبرنا ذلك عندما تقابلنا معه في دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية، حيث خلق لنا متاعب كبيرة جدا والدليل أننا لم نفز عليه في المباراتين. * أصبحت معروفا جدا في الجزائر أنت ومازيمبي، خاصة بعد كل ما حدث قبل مواجهتكم لشبيبة القبائل، عندما تنقلتم مبكرا إلى الجزائر وكثرة الحديث آنذاك عن وجود مؤامرة واستخدامكم لأساليب الحرب النفسية؟ * هذا الأمر بالنسبة لنا عادي جدا، نحن فريق محترف وتنقلنا إلى الجزائر آنذاك كان بغرض التعوّد على الأجواء والتأقلم فقط، خاصة أننا كنا نراهن على الحفاظ على لقبنا...هذا كل ما في الأمر، ولم نكن نفكر في أي شيء آخر، والدليل أن اللقاء جرى في ظروف جيدة جدا، ومسيرو الشبيبة وأنصارها كانوا في المستوى وتعاملوا معنا بطريقة رائعة، على عكس ما حدث لنا مثلا أمام الترجي التونسي في نهائي العودة لرابطة الأبطال الإفريقية. *
* ماهو سر تألقك اللافت مع مازيمبي والمنتخب الكونغولي؟ * لا يوجد هناك أي سر...العمل والعمل هو سر تألقي، فأنا لاعب محترف وليس لي إلا كرة القدم التي تعد مصدر رزقي والعمل الوحيد الذي أتقنه جيدا، لقد ضحيت كثيرا من أجل بلوغ هذا المستوى، وأتمنى أن أحافظ على مكانتي وهذا لن يتأتى إلا بالعمل بالطبع. *
* ألم تفكر في الاحتراف خارج الكونغو؟ * بالطبع فكرت في ذلك، ووصلتني عدة عروض من أندية من داخل القارة الإفريقية، على غرار نادي المريخ السوداني، وأخرى من أوروبا، لكن رئيس مازيمبي يقنعني في كل مرة بالبقاء...وهذا الموسم أنا باق كذلك مع الفريق خاصة أننا سطرنا هدف التتويج بالثلاثية. * * تميزت كثيرا برقصتك الشهيرة، متى بدأت قصتك معها؟ * أول مرة قمت بهذه الرقصة كانت سنة 2002 بلوبومباشي بمناسبة مواجهتنا لنادي جاندارك السنيغالي، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أقوم بهذه الرقصة للتعبير عن فرحتي، كما أنها تمرين أعتمد عليه لتقوية عضلات بطني..هذه الرقصة ارتطبت بي ولا يمكنني التخلي عنها. *
* سمعنا أنك قررت الاعتزال، لكنك تراجعت عنه في آخر لحظة، هل هذا صحيح؟ * هذا صحيح، لقد قررت الاعتزال منذ عام حتى أفسح المجال للاعبين الشبان، لكن رئيس مازيمبي أقنعني بالعدول عن ذلك، لأن الفريق لم يكن يملك حارسا لخلافتي...والآن مازلت الحارس الأول في فريقي، وفي المنتخبين الأول والثاني..فحتى مدرب المنتخب الأول روبير نوزاري يعتمد عليّ كثيرا وهذا شرف بالنسبة لي.