شهدت مستشفيات الوطن موجة احتجاجات اجتاحت أغلب المؤسسات الاستشفائية، تلبية لدعوة النقابة الوطنية لشبه الطبي المواصلة لإضرابها المفتوح المدعم باعتصامات وتجمعات بساحات المستشفيات، ردا على التصريحات الأخيرة للوزير ولد عباس، ما شلّ أغلب المصالح والأقسام، وألغى مئات العمليات الجراحية، وعطّل عمل المركز الوطني لمكافحة السرطان وعملية تلقيح الأطفال بالمصالح الجوارية. * اعتصم أمس، المئات من موظفي السلك شبه الطبي بمآزرهم البيضاء بساحة مستشفى مصطفى باشا قادمين من مختلف المستشفيات، استجابة لدعوة النقابة الوطنية للشبه الطبي لتصعيد الحركة الاحتجاجية من الإضراب المفتوح إلى الاعتصامات، حيث من المقرر أن يجتمع شبه الطبيين في اعتصام "جامع" بمستشفى دباغين "مايو" اليوم، على أن تجتمع شرائح المنظومة الصحية في الاعتصام الأكبر يوم الأربعاء القادم، كما شهدت مختلف مستشفيات الوطن في الولايات الداخلية اعتصامات وتجمعات طيلة نهار أمس، ما شّل المستشفيات والعملية العلاجية بمختلف ولايات الوطن باستثناء العمليات الجراحية وضمان الحد الأدنى بمختلف المصالح الاستشفائية. * ورفع المعتصمون من ممرضين وتقنيي الإنعاش والتخدير وتقنيي التدليك والتأهيل الطبي ومساعدين الأطباء الأخصائيين والمخبريين البيولوجيين شعارات لردّ الاعتبار لأصحاب المآزر البيضاء على اختلاف رتبهم ووظائفهم متمسكين بمطالبهم وحقهم الدستوري في الاحتجاج والإضراب المفتوح، إلى أن تلبى جميع مطالبهم بإجراءات رسمية ملموسة، يمكن معاينتها، مرددين بصوت واحد "مللنا من الوعود الكاذبة نحن بحاجة إلى الملموس.. سئمنا سياسة الهروب إلى الأمام المنتهجة من قبل الوزارة.. ممرضون ومرضى كلنا ضحايا ولد عباس".. مطالبين بإنشاء المدارس العليا لشبه الطبي لرفع مستوى التكوين الذي يجب أن يكون وفق نظام "أل أم دي" قصد تمكن المتفوقين منهم من مواصلة التكوين لما بعد التدرج، بالإضافة إلى تحويل تصنيف موظفي سلك شبه الطبي من التصنيف "10" إلى التصنيف "11" وإعادة إدماج نقابيي القطاع المفصولين عن مناصبهم بسبب نشاطهم النقابي. وجدّد لوناس غاشي رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبي، عزما من ممرضين وتقنيي الإنعاش والتخدير وتقنيي التدليك وإعادة التأهيل الطبي وأعوان الصحة المكلفين بمساعدة الأطباء الأخصائيين والمخبريين البيولوجيين، وتمسك شبه الطبيين المضربون بموقفهم اتجاه سياسة الوصاية اتجاه الشركاء الاجتماعيين". * وكشفت جولة استطلاعية قادت "الشروق اليومي" إلى مختلف المصالح والأقسام الاشتفائية بمستشفى مصطفى باشا بالموازاة مع اعتصام شبه الطبيين شلل كل المصالح، حيث سجلت حشود من المرضى والمواطنين الذين اعتصموا عند بوابات الأقسام خاصة المركز الوطني لمكافحة السرطان بيار ماري كوري باعتباره أكبر مركز لمكافحة الداء حيث تكرر تأجيل مواعيد المرضى لأكثر من ثلاث مرات على مدار الأسبوعين الماضيين، كما تجمّدت عمليات التلقيح والفحوص والعلاجات غير الاستعجالية بعد أن قررت النقابة تصعيد وتيرة الحركة الاحتجاجية بالاستمرار في الإضراب المفتوح الذي شلّ المستشفيات على مدار أسبوعين، وتدعيمه باعتصامات حاشدة يومية في ساحات المستشفيات.