نفذ، أمس، عمال شبه الطبي تهديدهم بشلّ المستشفيات والمؤسسات الصحية عبر الوطن بعد استجابتهم بنسبة 88 بالمائة لنداء الإضراب الذي دعت إليه نقابتهم، حيث نظم هؤلاء مسيرات وتجمعات داخل المستشفيات تنديدا بما أسموه ''استهتار'' وزير الصحة بهم ورفضه إدراج ملف التكوين الجامعي لهذه الفئة وفق نظام ''أل أم دي'' في القانون الأساسي المسلم مؤخرا إلى مديرية الوظيف العمومي. جاءت الحركة الاحتجاجية متطابقة على مستوى كافة المؤسسات الاستشفائية الصحية الجامعية والجوارية، حيث توقف ممثلو سلك شبه الطبي بمستشفيات العاصمة عن العمل مع ضمان أدنى حد من الخدمات الصحية، سيما في الاستعجالات. وقام المئات منهم بكل من مستشفى مايو ومصطفى باشا بمسيرات صامتة دامت إلى غاية الساعة الثانية عشرة نهارا، وهو الموعد الذي تم الاتفاق عليه من أجل العودة إلى أماكن العمل والبقاء فيها مع الاحتفاظ بشارة كتب عليها ''نحن في إضراب''. ومن جهته أكد رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين، غاشي لوناس، بأن الإضراب سيستأنف في الثامن من الشهر الجاري، ونحن عازمون على المضي قدما في الحركة، وعلى الوزير ولد عباس تحمّل مسؤولياته اتجاه الالتزام الذي أعلن عنه من قبل حول تجسيد مطلب فتح مجال التكوين الجامعي لشبه الطبيين وترسيمه في القانون الخاص بهم، وهو الإجراء الذي سيسمح لهم مستقبلا بالانتقال إلى الصنف .11 واستنكر المتحدث في تصريح ل''الخبر'' محاولات إجهاض الوزارة الوصية للإضراب بتوجيهها مراسلة إلى مديري المؤسسات الصحية تعلمهم فيها بعدم شرعية الإضراب الذي وصفه غاشي بالمستوفي لكافة الشروط القانونية. وعلى صعيد المؤسسات الصحية لشرق البلاد تباينت نسبة الاستجابة للإضراب الوطني، من ولاية إلى أخرى، حيث تجمّع المحتجون في ساحات مؤسساتهم الصحية للتعبير عن يأسهم من ''الوعود الكاذبة'' للسلطات، وطالبوا بتحسين تكوينهم البيداغوجي الذي سيكون له أثر مباشر، حسبهم، في تطوير نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمواطن وإدماجهم في مجال التعليم العالي. وقد بلغت نسبة الاستجابة بولاية سطيف 93 في المائة، وحسب العديد من الأعوان المضربين، فإن أكثر من 700 من أعوان شبه الطبي دخلوا في إضراب مع ضمان الحد الأدنى من الخدمة العمومية، فيما شهدت ولاية تبسة استجابة ضئيلة لم تتعد 3 بالمائة، بينما فاقت نسبة الاستجابة بقسنطينة 98 بالمائة في المستشفى الجامعي ونسبة مماثلة في باقي المؤسسات الصحية، إلا أن أعضاء الفروع النقابية في الولاية أكدوا أن الوزارة الوصية قد أرسلت لهم تهديدات وملاحق قضائية تفيد بالخصم من مرتباتهم بحجة عدم شرعية الإضراب. وعرفت نسبة المشاركة في الإضراب مستويات عالية بمعظم المؤسسات الاستشفائية بغرب الوطن، فبتلمسان بلغت نسبة المشاركة في الإضراب 90 بالمائة، هذا وبدأ الإضراب بوقفات واعتصام أمام مقرات إدارة هذه المؤسسات الاستشفائية لمدة ساعة كاملة من صباح أمس. وفي وهران اقتصر إضراب أعوان سلك شبه الطبي على مستشفى طب الأطفال كنستال بوهران، وبشكل أقل في عيادة العيون جبهة البحر، حيث تمكنت النقابة الجزائرية لشبه الطبي من شل كل الأنشطة العلاجية والتدخلات الطبية مع الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات ونظام المداومة. أما بولاية النعامة، فقد شهد نداء الإضراب استجابة واسعة، حيث وصلت نسبته إلى 98 في بالمائة بمنطقة المشرية، مثلا، ما انعكس سلبا على المرضى، الذين لم يستفيدوا إلا من خدمات محدودة فقط. كما شل، منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، أفراد السلك شبه الطبي معظم المؤسسات الصحية عبر مناطق ولاية سيدي بلعباس، أين تم الوقوف على انعدام شبه تام للخدمات، التي عادة ما كان يقدمها هؤلاء للمرضى وقاصدي تلك المؤسسات. وعاش مدخل المركز الاستشفائي الجامعي عبد القادر حساني، بعاصمة الولاية صبيحة أمس، على وقع تجمّع لأفراد سلك شبه الطبي، الذين رفعوا العديد من اللافتات، لمدة عادلت الساعتين. أما في ولاية معسكر فكانت نسبة المشاركة ضعيفة جدا، فمن أصل 2589 شبه طبي، لم يتوقف عن العمل سوى 50 عونا فقط.