لا توجد مؤسسة عسكرية في ليبيا بل مؤسسة أمنية يقودها أولاده شهدت ليبيا خلال الأيام الماضية أحداثا دامية بعد قيام الشعب الليبي بانتفاضة ضد حكم العقيد القذافي والتي قابلها بإجراءات قمعية لا مثيل لها، وفي خضم تلك الأحداث أدلى فايز جبريل المعارض السياسي بالقاهرة والذي كان عضوا في جبهة إنقاذ ليبيا ثم استقر به المقام في القاهرة منذ عشرين عاما احتجاجا على سياسة العقيد القذافي بحوار خاص عبر الهاتف تناول فيه وجهة نظره تجاه الأحداث الراهنة. ما هي حقيقة ما يحدث في ليبيا في ظل الأنباء المتضاربة بين الإعلام الحكومي والمعارضة الليبية ؟
ما يحدث في ليبيا واضح جدا للعالم فهناك شعب أعزل يتصدى لحاكم طاغية تم حصاره في طرابلس، وحاول القذافي من خلال أكاذيبه الترويج بأن من قام بالثورة شباب يتناول المخدرات ثم أن كلامه عن مدينة الفلوجة العراقية هو تمهيد لسحق الشعب الليبي وهذا يكشف عن طبيعته الإجرامية والعدوانية والتي تتفق مع طبيعة إسرائيل التي ضربت الشعب الفلسطيني في غزة .
وهل ترى أن ما حدث في ليبيا انعكاس لما حدث في مصر وتونس ؟ ما حدث في ليبيا انتفاضة شعبية حقيقية مكتملة الأركان، والقذافي كان يحتسب لتلك الخطوة فأحاط نفسه بكتائب يقودها أولاده وأقاربه رغم أن عائلته لم تنضم كلها إليه.
وما تفسيركم للصمت العربي والأمريكي والغربي مما يحدث في ليبيا؟ الصمت العربي مخز والجامعة العربية لم تتخذ حتى الآن موقفا واضحا، أما الموقف الأوروبي والأمريكي فهو مرتبط بالمصالح الاقتصادية بسبب وجود البترول في ليبيا .
هل ترى أن ما يحدث الآن في ليبيا له أبعاد خارجية تهدف إلى تفتيت ليبيا والعالم العربي ؟ العالم العربي لم يكن متحدا حتى يفتت، فالعالم العربي منقسم عن نفسه منذ فترة طويلة والحكام العرب تخلوا عن قضاياهم القومية وخاصة قضية فلسطين. أما القذافي فلقد تاجر بشعار الوحدة ولكنه تسبب بشتائمه في عدم إنجاز مشروع وحدوي واحد .
هل ترى أن الأبعاد الاقتصادية أم السياسية كان لها الدور في تفجير الثورة؟ الاثنان معا، فضلا عن عدم وجود ديمقراطية حقيقية، فالشعب الليبي عانى من الفقر فرغم ثروته البترولية المقسمة على خمسة ملايين نسمة إلا أنه يفتقد إلى الحياة الكريمة ويذهب الكثير من الليبيين إلى تونس للعلاج.
وما تفسيركم لعدم انقلاب الجيش الليبي على القذافي حتى الآن؟ ليس لدينا مؤسسة عسكرية بالمعنى المفهوم، فالمعسكرات خاوية من السلاح ولا يوجد سوى مؤسسة أمنية يقودها أولاده للدفاع عن مصالحهم.