هل هي مناورة من القذافي ؟ تناقلت مواقع إعلامية أمس خبر سعي معمر القذافي الى تنشيط وساطات دولية توفر له مخرجا آمنا من الأزمة الحالية، يحميه من المتابعات القضائية ومن أي تهديد أمني يهدد حياته، وذلك تزامنا مع تزايد ضغط المجموعة الدولية على نظامه وإلحاحها على رحيله، لوقف الاقتتال وسقوط ضحابا آخرين، أمام توسع نطاق ثورة الشارع الليبي، خاصة بعد اعتراف باريس بالمجلس الوطني المؤقت وإجراءاته الأخيرة التي تخوله ممارسة السلطة. * فقد نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن "مصادر ليبية مطلعة" بمدينة بنغازي، أن القذافي أبلغ المجلس الوطني المؤقت، الذي أعلن عن بعض الأسماء في تشكيلته لإدارة شؤون البلاد، رغبته في التنحي وترك السلطة مع اشتراط تأمين مخرج آمن له ولأسرته، وأن يتم الأمر من على منبر مؤتمر الشعب العام، حيث يعلن القذافي خلاله التنحي، ويسلم السلطة إلى المجلس الوطني، بالإضافة الى "مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه إلى المحاكم الدولية" . من جهة أخرى، ذكرت جريدة "الدستور" الأردنية، أن الأمين العام للمنتدى العالمى للوسطية الأردنى، مروان الفاعورى، رفض المنتدى طلبا للرئيس الليبى، العقيد معمر القذافى، بالتدخل للوساطة مع الثوار. وقال الفاعورى للجريدة "إن الرئيس الليبى اتصل مع قيادة المنتدى العالمى للوسطية، وطلب أن يكون هناك وساطة بين النظام الليبى وقيادة مجلس الحركة الشعبية الليبية"، مشيرا إلى أن القذافى عرض على قيادة المنتدى عملية انتقال ديمقراطى سلمى للسلطة خلال 6 شهور" . وأوضح الأمين العام للمنتدى أنه تم اتخاذ قرار برفض قبول الوساطة، وذلك حيث تم اعتبار النظام الليبى فاقدا لشرعيته، خاصة عندما استباح دماء الشعب الليبى وأعلن الحرب عليه. ومن شأن مثل هذه الأخبار، في انتظار تأكيدها أو نفيها من قبل معمر القذافي، أن يضرب تماسك الصفوف الموالية له، وإحداث هزة من الداخل، وخاصة القبائل التي لم تعلن بعد موقفها، أو تلك المساندة له، كما يعزز مواقع المعارضة.