يرى العضو القيادي البارز في الإخوان المسلمين، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، بأن موجة الاستقالات التي تشهدها الجماعة "تعكس تطوّرا في مسار الحركة"، نافيا أن أي انشقاقات في صفوفها، كما أكد في حوار مع "الشروق" نيّته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، و بالمناسبة نفى محمد عباس، مدير مكتب الدكتور أبو الفتوح، نفيا قاطعا ما راج مؤخرا من استقالة هذا الأخير من الجماعة. * * * كشفتم عن نيتكم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في مصر، ما الذي سيضيفه ذلك لحركة الإخوان، وما هو مشروعكم لمصر في حال تحقق هذا الطموح؟ * * - مازلت في مرحلة التفكير للترشح.. وأنا آلمني كثيرا أن لا أجد مرشحا يمثل البعد الإسلامي الحضاري للشعب المصري، هناك مرشحون يمثلون كل الأفكار والتيارات الأخرى، فأحببت أن يكون صوت في هذا المكان للتوجه الإسلامي الأصيل.. أتمنى أن أرى مصر الناهضة التي بنهوضها تتحرك الأمة كلّها، نهضة في التعليم والتكنولوجيا، ونهضة في الاقتصاد والتنمية وفي كل المجالات. * * * رفض تيار في الشعب التونسي قبل أسابيع أن تدخل أحزاب سياسية إسلامية إلى الساحة، مطالبين بدولة لائكية، إلى أي مدى ترى أن مصر تتقبل مشروع الدولة الإسلامية، أو توافق على الأقل بوجود الأحزاب الإسلامية على الساحة السياسية؟ * * - نحن نطالب بدولة القانون والمساواة ونهتم كثيرا بالمسميات الدولية التي تتحقق فيها الكرامة والعدل والحرية، وفكرة الأحزاب ذات المرجعية الإيديولوجية بغض النظر عن طبيعتها، فكرة تكفلها كل القوانين. * * * المجلس العسكري صرّح أمس برفضه السماح لدخول خميني آخر ليحكم مصر، في إشارة إلى النفوذ المتزايد لجماعة الإخوان المسلمين في المجتمع المصري، ألا ترى في هذا بداية انحراف عن مسار الثورة؟ * * - التصريح الذي صدر من المجلس العسكري لا يقصد به الإشارة إلى الإخوان، لأن الجيش والشعب يعرفان فكر الإخوان وحركتهم في المجتمع، ناهيك عن أن المجلس استقبل فضيلة المرشد. * * * ألا يشكل هذا تخوّفا بالنسبة إليكم في مسار ترشحكم للرئاسيات؟ * * - نحن نثق بالجيش وفي عدم وقوفه ضدّ الشرعية، وأنّه سيسلم السلطة بعد الانتخابات القادمة، وأنه يريد مصر مدنية وديمقراطية. * * * خرج المهندس هيثم أبوخليل بفضيحة تمس بسمعة الإخوان المسلمين، تتعلق بتواطئهم مع عمر سليمان لإجهاض الثورة، ما حقيقة هذه الاتهامات؟ * * - لم تعلم أي جهة بهذا اللقاء سوى المهندس هيثم، وبفرض أنه حدث، فمن الوارد أن تحدث أخطاء في ظل الأوقات العصيبة.. ومن فعل ذلك -بفرض حدوثه- لا يجوز وصفه بالمتواطؤ.. مقبول أن نشير إلى الأخطاء، لكن من غير المقبول أن نصف الآخرين بالتواطؤ. * * * أعقبت هذا التصريح مجموعة من الاستقالات، ألا يؤثر ذلك على تماسك الحركة؟ * - الاستقالات تعكس تطوّرا في مسار الحركة، ولا تعكس انشقاقا وخلافا، وهذا التطوّر هو سنّة كونية وطبيعي أن ينجز في وقت التضييق وتزداد رقعة الحريات، ودعونا نتحدث عن تماسك الفكرة وتمثيلها وتحقيقها في الواقع، فهذا هو الأهم رغم الأهمية الكبرى للجماعة والتنظيم.