يعتقد دحمان أوزيد وبلقاسم حجاج، وهما على التوالي مخرج ومنتج فيلم "الساحة"، من نوع الكوميديا الموسيقية، أن تحويل العمل إلى مسلسل تلفزيوني، وعرضه في وقت جيّد، عقب نهاية نشرة الأخبار الرئيسية، يمثل نجاحا جديدا للعمل الذي حقق جوائز مهمة في عدة مهرجانات سينمائية، آخرها في تطوان المغربية، لكن الواقع يدحض تصور المخرج والمنتج وطاقم العمل برمته، حيث تسبب هذا الانقلاب في قتل العمل بعد فترة قصيرة من إنتاجه! * أخفق تحويل فيلم "الساحة" إلى مسلسل تلفزيوني، في شد الانتباه وتحقيق الرواج بين المشاهدين، وهو الأمر الذي يقول البعض إن سببه الرئيس، تسرع المنتج بلقاسم حجاج، لتنفيذ الانقلاب، والعجلة وراء كسب مزيد من الأرباح من وراء بث العمل تلفزيونيا، خصوصا أن شركة مهمة للاتصالات التابعة للدولة، ترعاه ماديا، كما أن التلفزيون ودائرة البرمجة لم يُقصِّرا في اختيار توقيت مناسب جدا، وهو البرايم تايم، بعد أخبار الثامنة مباشرة! * "الساحة"، وهو كوميديا موسيقية، أخرجها دحمان أوزيد، ومثل فيها مجموعة من الوجوه الشابة، والتي تعد اكتشافا حقيقيا، أبرزهم أمين بومدين، ناهيك عن وجوه أخرى معروفة، مثل سامية مزيان، تمكّن في الفترة الأخيرة من حصد العديد من الجوائز، في مهرجان الفيلم العربي بوهران، ثم في واغادوغو، وأخيرا في تطوان، كما أنه قام بتنظيم جولة وطنية عبر القاعات لعرض هذا الفيلم الذي يروي صراع الأجيال، وبيروقراطية الإدارة، والتحولات الاجتماعية التي عرفتها البلاد، وكل ذلك من خلال الدفاع عن ساحة بالحي، في قالب موسيقي متنوع وجذاب. * دحمان أوزيد، مخرج العمل، سبق له الحديث عن صعوبات كبيرة، سبقت العمل، تتمثل أساسا في العثور على طاقم من الممثلين الشباب الذين يجيدون التمثيل والغناء معا، لكن من ينظر إلى النتيجة التي آل إليها العمل، من خلال قتله سينمائيا، وتحويله إلى مسلسل، خارج المواسم التلفزيونية المعتادة، مثل شهر رمضان، أو حتى الصيف، يطرح علامات استفهام كبيرة جدا، حول حدود الاختيار، وأيضا، ما إذا كان المخرج يوافق منتج العمل، وهو مخرج أيضا، على فكرته بتحويل العمل إلى مسلسل، خصوصا في ظل نقص الدعاية، وهروب عدد كبير من المشاهدين نحو الفضائيات العربية والأجنبية.