مدلسي: "نسعى إلى الإجماع ولا ننوي المفاضلة بين مرشحي مصر وقطر" دعت الجزائر الدول العربية إلى العمل من أجل الوصول إلى إجماع بشأن الشخص الذي سيتم ترشيحه لخلافة المصري، عمرو موسى، على رأس الأمانة العامة للجامعة العربية، بدل اللجوء للانتخاب، وذلك بعد أن تأكد تقدم مرشحين اثنين في انتخابات الشهر الداخل. * الموقف الجزائري أفصح عنه وزير الخارجية مراد مدلسي، بعد استقباله لمرشح مصر، مصطفى الفقي، الذي حل بالجزائر في زيارة تدوم يومين قادما إليها من موريتانيا، ضمن جولة مغاربية، الهدف منها حشد التأييد لترشحه في انتخابات الأمانة العامة للجامعة العربية، في مواجهة المرشح القطري، عبد الرحمان العطية، نهاية الأسبوع المقبل. * ويخوض السباق من أجل تولي منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، كل من مصطفى الفقي مرشحا عن مصر، والأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، ممثلا لقطر، الأمر الذي صعّب على الجزائر المفاضلة بين المرشح القطري ونظيره المصري، سيما وأنها تملك علاقات وطيدة مع الدوحة ولا تريد أن تخسر مصر ما بعد نظام مبارك المنهار. * ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، عن مصطفى الفقي قوله، إن "وزير خارجية الجزائر أكد خلال اللقاء حرص بلاده على التوصل إلى إجماع حول مرشح لخلافة الأمين العام الحالي للجامعة العربية عمرو موسى"، وأضاف المتحدث أن مدلسي أكد أن "الجزائر لا تساند أي مرشح، كما أنها لا تعارض أي مرشح، بل تدعو إلى اختيار يقوم على الإجماع، خاصة وأن الجامعة العربية تمر بفترة مفصلية في تاريخها، بسبب ما يحدث في بعض الدول ". * وتابع الفقي: " اللقاء أظهر حرص الجزائر على عدم اللجوء إلى التصويت في مسألة اختيار الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، وبدلا من ذلك يتم التوصل إلى إجماع حول المرشح القادم ". * وفي سياق متصل، أكد عبد القادر حجار، سفير الجزائربالقاهرة وممثلها الدائم لدى الجامعة العربية، أن بلاده لا تمانع في دعم المرشح المصري لكن بشروط، وقال حجار في اتصال هاتفي مع "الشروق" من مقر عمله في القاهرة: "الجزائر تقف مع المرشح المصري الأقل احتكاكا بإسرائيل والأقل خضوعا للولايات المتحدةالأمريكية"، لكن من دون أن يقدم تفصيلات إضافية حول الموضوع. * وتأتي زيارة مصطفى الفقي المغاربية، قبل أقل من أسبوع عن موعد الفصل في خليفة عمرو موسى. ويسابق مرشح مصر الزمن من أجل كسب أصوات الدول العربية لمواجهة غريمه القطري، الذي يكون قد لقي دعم دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب السودان، في انتظار تبلور مواقف بقية الدول العربية. * وحتى وإن أشارت مصادر إعلامية في كل من موريتانيا والمغرب إلى دعم نواقشوط والرباط للمرشح المصري، إلا أن هذا الأخير يواجه صعوبات جمّة على المستويين الداخلي والخارجي، حيث يرفض شباب الثورة المصرية ترشحه، باعتباره أحد رموز نظام مبارك المنهار، حتى وإن كان قد أعلن دعمه للثورة في منتصف عنفوانها، كما أعلنت دول عربية، على غرار السودان، تحفظها على ترشحه، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية "إن الموقف المعلن حتى الآن هو التحفظ الكامل على ترشيح الفقى لهذا المنصب لمواقفه السلبية تجاه السودان، وأبلغنا مصر بهذا الموقف وأبدت تفهما له"، غير أنه ومع ذلك لم تحسم الخرطوم موقفها بشأن دعم ترشح ممثل دولة قطر. * وتؤاخذ الخرطوم المرشح المصري على تصريحات منسوبة إليه تحميله الحزب الحاكم في السودان مسؤولية انفصال جنوب السودان، وترديده اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، الأمر الذي دفع بأوساط محلية الدعوة إلى مساندة المرشح القطري. * إلى ذلك، أكدت الجامعة العربية أمس، أنه تم الاتفاق على تقديم موعد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا منتصف شهر ماي القادم إلى الثامن من الشهر ذاته نظرا "لخطورة تطورات الأوضاع في عدد من الدول العربية". * قال بن حلي ان وزراء الخارجية سيبحثون عددا من البنود منها تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وكيفية اتخاذ الموقف العربي المناسب تجاه هذه التطورات بالإضافة إلى تحديد موعد جديد للقمة العربية التي كانت مقررة في بغداد في11ماي، إلا أن بعض الدول طلبت تأجيلها.