وزير مغربي: "الحكومة الفرنسية لم تمارس أي ضغط، وتصرفت معنا بأسلوب مثالي" كشفت وزارة الداخلية المغربية، ليلة الخميس الى الجمعة، عن إلقاء القبض على ثلاثة مغربيين، من بينهم منفذ التفجير في مقهى أركانة، في ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، وأوضحت أن العملية قامت بها مديرية مراقبة التراب الوطني، والمعروفة بالاستخبارات الداخلية المغربية. * ووفقاً لما ذكرته الداخلية المغربية، فإن منفذ العملية متشبع بالفكر الجهادي ويدين بالولاء لتنظيم القاعدة، كما سبق له أن قام بعدة محاولات للالتحاق ببعض بؤر التوتر، خاصة في الشيشان والعراق، قبل أن يقرر القيام بعملية إرهابية داخل المغرب. وتعلّم منفذ العملية تقنية صناعة المتفجرات من خلال الإنترنت، ليقدم على صناعة عبوتين ناسفتين، يتم التحكم بهما عن بعد، ليقوم بحملهما إلى مدينة مراكش، بعد أن وقع اختياره على مقهى "أركانة"، بحكم توافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب، ليدخل المقهى متنكراً في هيئة سائح، وفق ما كشفت عنه السلطات المغربية. * وقالت مصادر أمنية أن المتهمين ينحدرون من مدينة آسفي، وأن المنفذ الرئيس، "ع.ع"، 26 سنة، حاول سابقا الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر نواكشوط الموريتانية، لكنه فشل، وهو ما صادفه أيضا أثناء محاولته الوصول إلى العراق، حيث أوقفته السلطات الأمنية السورية ورحّلته إلى المغرب. كما حاول السفر إلى أفغانستان، والشيشان، وتركيا، وجورجيا، لكنه لم ينجح في ذلك. * وأضافت المصادر أن "ع.ع" توجه لوحده إلى مدينة مراكش، وهو يرتدي شعرا مستعارا ويحمل حقيبة مليئة بالمتفجرات يصل وزنها إلى 15 كيلوغراما، ثم دخل إلى الطابق الأول بمقهى "أركانة"، حيث طلب مشروبا، قبل أن يضع الحقيبة، ويغادر، ليفجر المقهى عن بعد عبر الهاتف. * وبعد تنفيذه جريمته امتطى المتهم سيارة أجرة وتوجه بعد مباشرة إلى المحطة الطرقية، عائدا إلى مسقط رأسه بآسفي، وظل مختبأ في منزله إلى حين إلقاء القبض عليه. * وعثر المحققون من خلال التحريات الأولية على بقايا المواد المتفجرة وبعض الأدوات التي تم التخلص منها بعد تنفيذ العمل الإرهابي في 28 أفريل المنصرم، الذي خلف 16قتيلا، و إصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وسيتم تقديم الأشخاص المشتبه فيهم أمام العدالة بعد إتمام البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة. * وأعرب وزير الاتصال المغربي والناطق باسم الحكومة، خالد الناصري، الجمعة، عن ارتياحه "للانسجام الجيد" بين الأجهزة المغربية والفرنسية والأجنبية في التحقيق حول اعتداء مراكش. وصرح الوزير لإذاعة "فرانس انفو" أن "الأجهزة المغربية عملت بانسجام جيد مع زميلاتها الفرنسية ومن جنسيات أخرى" . * وأضاف الوزير أن التحقيق "كان سريعا، أسبوع واحد، كانت هناك كاميرات مراقبة، لكن الاستخبارات هي خصوصا التي عملت كثيرا وكذلك الشهادات". وأوضح أن "الحكومة الفرنسية لم تمارس تقريبا أي ضغط، وتصرفت مع الحكومة المغربية والمغرب عموما بأسلوب مثالي" . * وقال الناصري في رده على سؤال حول ما إذا كان المغرب يعتقد أنه قبض على مدبر الاعتداء، "صحيح، تماما، المنفذ، أجيبك نعم بدون أي تردد. انه منخرط في التيار الجهادي هذا أكيد، هذا الشخص تعلم صنع القنابل على الانترنت لقتل الأبرياء كان الهدف أساسا إلحاق الأذى بالمغرب والسياح الذين يأتون إلى بلد يعتقدون انه ينعم بالسلام والطمأنينة،" غير أن الناصري أبدى حذرا بشأن احتمال إجراء اعتقالات أخرى، وقال "هذا ليس مستحيلا لكن لا شيء يوحي بذلك" .