18 قتيلا و23 جريحا في تفجير مقهى وسط مراكش إسرائيلية وزوجها اليهودي المغربي بين القتلى ارتفعت حصيلة التفجير الذي استهدف أول أمس الخميس مقهى في وسط مدينة مراكش المغربية إلى 18 قتيلا بعد وفاة جريحين متأثرين بإصابتهما أمس من مجموع 23 جريحا، ومن بين القتلى ستة فرنسيين وروسيان اثنان وهولندي، ومواطنة إسرائيلية وزوجها اليهودي المغربي اللذان كانا حسبما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية أمس في زيارة عائلية بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي صادف الأسبوع الماضي . وأكد وزير الاتصال المغربي خالد الناصري وهو أيضا الناطق باسم الحكومة أمس لوكالة "فرانس برس" أن كل الفرضيات واردة بما فيها ضلوع تنظيم "القاعدة" بشأن الجهة المسؤولة عن الاعتداء، وقال أن التحقيقات متواصلة لتحديد المسؤوليات دون أن يوجه الاتهام لأية جهة، فيما قال وزير الداخلية الطيب الشرقاوي أن الاعتداء كان "عملا إرهابيا" نتج عن عبوة ناسفة، وبدوره استنكر مجلس الأمن الدولي الانفجار مقترحاً تقديم المساعدة للمغرب فيما يتعلق بعملية التحقيق قصد كشف دواعي الانفجار والجهة المسؤولة عنه. التفجير الذي يتزامن مع حركة الاحتجاجات الواسعة التي يشهدها المغرب للمطالبة بمزيد من الديمقراطية وتقليص صلاحيات الملك بتكريس ملكية برلمانية وأيضا محاربة الفساد، دفع بالمراقبين إلى الإشارة بأن هناك جهات خارج وداخل المملكة لها مصلحة في تعطيل الإصلاحات المحدودة التي أعلن الملك عنها خضوعا لضغط الشارع، وأضاف هؤلاء المراقبون أن هناك أجنحة داخل النظام المغربي لا تنظر بعين الارتياح إلى ذلك وترى أنه يضّر بمصالحها وبالتالي فهي تسعى إلى "اللعب بورقة الإرهاب" لممارسة الضغط على الملك، كما يخشى هؤلاء أن يتم توظيف هذا الاعتداء كما تم ذلك بعد اعتداءات ماي 2003 في الدارالبيضاء، حين شنت قوات الأمن المغربية حملات ضد إسلاميين واعتقلت آلاف الأشخاص، وشكّلت تلك الأحداث نقطة تحول مفصلية شهدت تراجعا في الحريات الأساسية، وتسعى الحكومة المغربية إلى تصوير الدعوات للاحتجاجات التي شهدها العديد من المدن المغربية مؤخرا على أنها علامة صحية على الانفتاح، إلا أن وزير المالية المغربي صلاح الدين مزوار حث المواطنين على مقاطعة التظاهرات محذرا إياهم من الخسائر التي ستكلف حسبه المغرب ما أنجزه في عشر سنوات. وفي سياق متصل أعلن مصدر رسمي مغربي أن وفدا يضم عشرة من عناصر الشرطة الفرنسية قد وصل إلى مراكش للمساعدة في التعرف على هويات ضحايا الهجوم الذي استهدف مقهى مزدحم وسط مراكش، وأسفر عن سقوط 18 قتيلا، وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي في الرباط أن مهمة الوفد الفرنسي الذي يضم خبراء وعناصر من وحدة مكافحة الإرهاب هو مساعدة السلطات المغربية في عمليات التعرف على هويات الضحايا، وأوضح أنه تم إنشاء خلية أزمة لتقديم المساعدة للضحايا وأسرهم في الرباطومراكش، وفي باريس أعلن مصدر حكومي فرنسي أن مدعي عام باريس فتح تحقيقا أوليا في الهجوم الذي أسفر عن مقتل ستة فرنسيين على الأقل، كما أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن هولنديا قتل وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في الاعتداء وقالت أن هولنديا آخر وامرأة هولندية أصيبا بجروح خطيرة دون تقديم المزيد من المعلومات . وللإشارة فإن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى مراكش ذكر أن ثمانية سياح فرنسيين تلقوا العلاج إضافة إلى كندي وبريطاني وثلاثة مغاربة ونقل آخرون إلى المستشفى العسكري وبعض العيادات الخاصة، وقد استهدف الهجوم مقهى في ساحة جامع الفنا الذي يعد معلما سياحا بارزا يجتذب ملايين السياح الأجانب .