ساركوزي : السياسة الجديدة ستتيح مراقبة حرية التنقل.. برلوسكوني : التدابير ستحسن شنغن وتجعلها أكثر تطابقا مع مطالب المواطنين أعطى الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة موافقته على سياسة مشددة ، حيال المهاجرين في فضاء شنغن عبر مراقبة الحدود الخارجية للمجموعة بشكل أفضل و فرض المراقبة مجدداعلى الحدود الداخلية في الحالات القصوى. * وتأتي التدابير التي اقرها قادة بلدان الاتحاد الاوروبي خلال قمة عقدت في بروكسل، عقب مطالبة فرنسا، ببعث اصلاحات مشددة على فضاء شنغن، من شأنها مكافحة الهجرة السرية بعد التوترات مع ايطاليا والناجمة عن تدفق آلاف المهاجرين النازحين من بؤر توتر في العالم العربي والتي شهدت اظطرابات وثورات ، مثل تونس ومصر وليبيا ... * و دعا رؤساء الدول و الحكومات للدول العضوة ال27 المجتمعين يومي 23 و24 من الشهر الجاري، المفوضية الأوروبية إلى طرح اقتراح في سبتمبر القادم للسماح بتقييم مشترك و تقديم تقارير منتظمة فيما يخص "كيفية قيام كل دولة بالتزاماتها المتعلقة بمراقبة * الحدود الخارجية". * و سيكون هذا العمل مرفوقا بزيارات و دعم لوجيستيكي و تقني و مالي و بتنسيق في إطار الوكالة المكلفة بتسيير حدود الإتحاد الأوروبي. * و حسب نتائج القمة "قد يتم إدارج لائحة للحفاظ على الحدود في إطار هذه الآلية للسماح بإعادة المراقبة الإستثنائية على الحدود الداخلية في الحالات الحرجة التي لا يمكن للدول الأعضاء خلالها أن تقوم بالتزاماتها". * و في حال عدم تمكن دولة عضوة من القيام بمهمتها في مراقبة الحدود الخارجية للإتحاد الأوروبي فإن القادة الأوروبيين يطالبون بإمكانية التحرك في هذه الحالة * إلا أن غلق الحدود لا يمكن أن يتم إلا كحل أخير و حسب "معايير موضوعية" و "لمدة محدودة". * و تلغي معاهدة شنغن المراقبة على الحدود بالنسبة للأشخاص في 22 دولة من بين 27 في الإتحاد الأوروبي و بريطانيا العظمى أما إيرلندا و قبرص فلم تنضما إليها * في حين أن رومانيا و بلغاريا تأملان في الإنضمام قريبا. * و بعد معرفة اقتراح المفوضية ستجري الدول ال27 مفاوضات للتوصل إلى موقف مشترك حول الإجراءات المتعلقة بإصلاح فضاء شنغن. فهناك دول أبدت ترددها فيما يخص الإصلاح الجذري على غرار إسبانيا و بولونيا. * و من المرتقب أن يطرح نص مشترك على البرلمان الأوروبي للموافقة عليه أو رفضه بحيث أبدوا رفضهم أو تحفظهم حيال إقامة مراقبة على الحدود و لو بشكل مؤقت. * في السياق اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تصريح صحفي ان "ذلك لا يشكل اعادة نظر في مبدأ حرية تنقل" المواطنين في فضاء شنغن، بل "يتيح مراقبة حرية التنقل هذه". * وقال من جهته رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني الى ان الهدف من هذه السياسة "تحسين شنغن وجعلها اكثر تطابقا مع مطالب المواطنين". * الى ذلك اعربت سيسيليا مالمستروم، المفوضة الاوروبية المسؤولة عن اللجوء والهجرة عن قلقها من مخاطر الانحراف الامني الذي تمليه احزاب اليمين المتطرف والحركات الشعبوية التي يزداد تأثيرها في الاتحاد الاوروبي. * وحذرت سيسيليا مالمستروم عشية القمة من تخلي اوروبا عن قيم التضامن والتسامح والاحترام المتبادل. * وقالت ان "القادة السياسيين في كل مكان من اوروبا سارعوا الى ادانة اعمال العنف في ليبيا وسوريا وساحل العاج. لكن عندما يتعلق الامر بمواجهة هذه التطورات وخصوصا ادارة وصول الرجال والنساء والاطفال الذين يأتون الى اوروبا بحثا عن حماية او حياة افضل، هنا يبدو القادة الاوروبيون اكثر تحفظا في تقديم دعمهم" لهؤلاء الضحايا