أكد كل من الدكتور لوط بوناطيرو المختصّ في علم الفلك وجمعية "الشعرى" لعلم الفلك بقسنطينة، أنّ أول أيام شهر رمضان في الجزائر ستكون الأحد المقبل، الموافق للرابع والعشرين من سبتمبر الجاري، وهذا بناء على حسابات علمية فلكية دقيقة أجراها الطرفان كلٌّ على حدى. حمزة هدنة وجاء في بلاغ لجمعية الشعرى، تلقّت "الشروق اليومي" نسخة منه، أنّه بناء على حسابات فلكية "لا نزاع فيها"، تستحيل رؤية هلال رمضان يوم الجمعة 22 سبتمبر وقت المغرب، وذلك بسبب قصر الوقت بين ولادة الشهر الجديد ووقت الرصد، وهي فترة لا تسمح أصلا بتكوّن الهلال، وأكدت الجمعية الفلكية أنّ هناك دليلا مرئيا يُثبت صحّة هذا الكلام، وهو كسوف الشمس في ذلك اليوم بمنطقة جنوب المحيط الأطلسي، وهذا يعني استحالة رؤيته في ذلك اليوم.. وبناء على هذه المعطيات، لا يُمكن أن يكون أول رمضان يوم السبت 23 سبتمبر - يقول بلاغ جمعية الشعرى - وهو ما يجعله لا محالة في اليوم الموالي أي، يوم الأحد 24 سبتمبر وهذا بناء على اكتمال شهر شعبان بثلاثين يوما كاملة. وبشأن رصد هلال رمضان مساء السبت، أوضح البلاغ أنّ هذا الأمر ممكن "بصعوبة ما" بالآلات البصرية من الجزائر، لكنه غير ممكن بالعين المجرّدة، وهو ما يُؤكد استحالة رؤيته يوم الجمعة، أما رؤيته يوم الأحد، فستكون يسيرة. وقد أكد الدكتور لوط بوناطيرو في اتصال بالشروق اليومي هذا الكلام، موضحا بأن أجهزة الرصد العلمي الحديثة هي التي تُمكّننا من تحديد وقت ظهور الهلال وبالتّالي إمكانية رؤيته. وشدّد بوناطيرو على أنّ الخطأ الذي تستمر الأمة في تكراره منذ أمد بعيد هو اعتمادها على التقويم الشمسي في حساباتها مُقلدة في ذلك الغرب الذي حلّ مشكلة الحسابات عنده بابتكاره خطّ غرنيتش الوهمي، بينما الأصحّ لأمتنا هو أن تعتمد على الخط الزمني المعلمي الصفر، المار من مكةوالمدينة عبر مدينة قباء، والعابر للقطبين الشمالي والجنوبي لكوكب الأرض والمعروف بالخط ال 40 جغرافيا، وهو خطّ حقيقي لا وهميّ، يقول الدكتور بوناطيرو، ويُؤكّد المتحدّث أنّه أثبت في بحوثه التي أجراها بأنّ البقاع المقدسة هي مركز المكان والزمان لكوكب الأرض، مضيفا بأنّ حساب التقويم الهجري بدأ من هجرة الرسول (ص) من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة، وعليه فإنّ مكّة هي مركز الأرض زمانا ومكانا، وعليه تدور كلّ الحسابات. كما شدّد بلاغ جمعية الشعرى أنّ الاستنتاج الذي توصّلت إليه بشأن بداية شهر رمضان استند على الرؤية المباشرة للهلال، وهي القاعدة المُعتمدة من طرف معظم الهيئات الإسلامية عبر العالم، مضيفة أنّ ما توصلت إليه من معلومات يُوافق تماما تصريحات كلّ الهيئات العلمية المختصة في العالم العربي والإسلامي بشأن رمضان، وعلى وجه الخصوص لجنة الأهلّة والتقويم والمواقيت التابعة للاتحاد العربي لعلوم الفضاء ومعهد الميكانيكا السماوية بباريس ومرصد البحرية الأمريكية بفرجينيا، ومرصد بوزريعة التابع للمركز الوطني للبحث في علم الفلك والجيوفيزياء. من جهة أخرى، أفادت جمعية الشعرى بأنّ رمضان قد يكون في دول عربية أخرى يوم السبت 23 سبتمبر، مثلما هو الحال في ليبيا التي تعتمد على حساب حدوث الاقتران قبل الفجر، مثلما هو معلن عنه رسميّا عندهم، كما أن هناك أقطارا إسلامية أخرى تكون ليلة الشك عندها في الثالث والعشرين من سبتمبر بدلا من الثاني والعشرين منه، وهو ما يعني أنّ أول رمضان عندها قد يكون يوم الإثنين الخامس والعشرين سبتمبر. وفي ختام بيانهما، أوضح الطرفان، بوناطيرو وجمعية الشعرى، بأنّ الجهة الوحيدة التي لها شرعية إصدار فتوى بشأن بداية رمضان في الجزائر، هي لجنة الأهلّة التابعة لوزارة الشؤون الدينية، مُتمنّيان أن تأخذ اللجنة بعين الاعتبار المعطيات العلمية اليقينية الخاصة بإمكانية رؤية الهلال.