دعا الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، الأحد، من الجزائر، كل شخص في المعمورة إلى تخصيص 67 دقيقة من وقته لأعمال ذات منفعة عامة، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لليوم العالمي لنلسون مانديلا، المصادفة لتاريخ 18 جويلية. * وقال، بان كي مون، في رسالة قرأها ممثل الأممالمتحدة بالنيابة في الجزائر، مانويل فونتان، خلال ندوة حول هذه الذكرى أطرتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع مركز الأممالمتحدة للإعلام بالجزائر، وحضرها عدد من الوجوه التاريخية والدبلوماسية، "أضم صوتي إلى صوت مؤسسة نيلسون مانديلا لتشجيع الناس أينما كانوا ليكرسوا 67 دقيقة من وقتهم للخدمة العامة في يوم مانديلا، أي دقيقة واحدة عن كل سنة من السنوات التي قضاها هذا الرجل في خدمة البشرية". وأضاف أن خير طريقة لشكر مانديلا على صنيعه أن "نهب معا لمساعدة الآخرين ونمهد السبيل أمام التغيير". * وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد مصادقتها على لائحة سنة 2009، قد أقرت عيد ميلاد هذا الزعيم المصادف ل18 جويلية يوما عالميا له، وذلك بداية من سنة 2010 عرفانا له ولنضاله في سبيل الحرية ومناهضة العنصرية. * يذكر أن نيلسون مانديلا، ولد سنة 1918، كان أحد الزعماء التاريخيين في الكفاح ضد التمييز العنصري ونظام الابارتيد في جنوب إفريقيا عندما انضم للمؤتمر الوطني الإفريقي الذي أصبح قائدا له فيما بعد، وقد قضى نيلسون مانديلا 27 سنة في السجن بسبب نضاله، ولم يطلق سراحه إلا في سنة 1990 ، قبل أن ينتخب رئيسا لجنوب إفريقيا. * ولا يخفى على أحد علاقة نيلسون مانديلا الثوري والتحرري بجزائر الثورة والتحرر، حيث كانت مصدرا استلهم منها مبادئ العزة والحرية وفنون النضال السياسي والعسكري في الستينات، واستعاد نيلسون مانديلا، رئيس دولة جنوب إفريقيا سابقا، وأحد الوجوه البارزة في مسار تحرر إفريقيا، عبر كتابه الجديد الموسوم ''حديث نيلسون مانديلا مع نفسه''، هذه العلاقة سنوات الثورة التحريرية، ويقول مانديلا ''الثورة التي قامت بها الجزائر تستحق أن نعود إليها ونتذكرها''، وذهب الى حد سرد لقاء له مع المناضل شوقي مصطفاي، الذي قصّ على مانديلا، خلال زيارته إلى الجزائر، بعض التفاصيل عن تنظيم جبهة التّحرير ومحاولة السّلطة الكولونيالية الفاشلة في عزل الثورة من خلال وضع خطي شال وموريس، ووقّع توطئة الكتاب نفسه الرّئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي عبّر عن تعلقه بالتّجربة الإنسانية التي قادها نيلسون مانديلا . * وأكد مانديلا تشبثه بالجزائر، مرة أخرى، عندما قام بزيارة تاريخية لها سنة 1990، أي خلال نفس السنة التي أطلق سراحه فيها، وهو ما أقتع بعض الوجوه التاريخية إلى القول بأن هذا الرجل الذي "يحمل الجزائر في قلبه"، البلد الذي وصفه ب "قبلة الحركات التحررية".. * وتطرق سفير الجزائر سابقا بجنوب إفريقا ورفيق مانديلا أثناء اتصاله بالثورة التحريرية، نور الدين جودي، الى اللقاء الذي جمع هذه الشخصية "الرمز" بقيادة جيش التحرير الوطني بالجهة الغربية للوطن في مارس 1962 . وقال في هذا الصدد بأن مانديلا "كانت له رغبة في الاستفادة من تجربة الثورة الجزائرية التي أوشكت على النهاية من أجل نقلها الى جنوب افريقيا التي كانت وقتها تئن تحت سياسة الميز العنصري". كما لمس جودي من خلال لقائه بمانديلا "إطلاعا من هذا الأخيرعلى تاريخ الجزائر ورجالها"، مشيرا إلى أن الجزائر وبالرغم من معاناتها وقتها من الاستعمار، إلا أنها عملت على مد يد المساعدة لمانديلا ورفاقه، وهو ما تعزز بعد الاستقلال عبر مناهضة نظام الميز العنصري ودعمها لحركات التحرر في إفريقيا والعالم قاطبة. من جهته ثمن القائم بالأعمال بسفارة جنوب افريقيا بالجزائر، ماسوشا مونغيزي مغوني، إحياء الجزائر لهذه الذكرى، مشيرا الى أن سفارة بلاده ستقوم في هذه المناسبة بعدد من الأعمال الخيرية. كما تطرق إلى شخصية مانديلا، واصفا إياه ب"السياسي والمناضل والزعيم الروحي" ، الذي وهب حياته من أجل القضاء على الميز العنصري في جنوب افريقيا. كما توقف القائم بالأعمال في جنوب إفريقيا عند المؤلف الاخير لمانديلا "حوار مع النفس"، الذي أشار فيه إلى اتصالاته بالثورة الجزائرية و لقاءه بعدد من قادتها. وذكر المجاهد والسياسي المخضرم، عبد الحميد مهري، في وقت سابق وفي مناسبة مماثلة، بأنه "تشرف" باستقبال مانديلا في الجزائر في 1990، وقال إن قيادة الثورة الجزائرية خاضت نفس النضال الذي خاضته جنوب إفريقيا، وأشار الى أن بعض مناضلي حركات تحررية من إفريقيا، من بينهم نيلسون مانديلا، قد أقاموا بالجزائر واستفادوا من تدريب عسكري، وأوضح أن هذا المناضل قد نجح في إرساء قواعد مصالحة وطنية في جنوب إفريقيا، مشيرا بالمناسبة إلى أن الجزائر ستستمر في مكافحة "مخلفات" الاستعمار الفرنسي